الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من خوف شديد على طفلي وآلام في الجسم، فهل ما أعانيه بسبب الاكتئاب؟

السؤال

السلام عليكم..
بداية جزاكم الله خيرا، فأنا أرتاح كثيرا بعد استشارتكم.

أنا أساسا مريضة بالاكتئاب، ولكن اشتد علي بعد الولادة مع زيادة الخوف والهلع، فأخاف على ابني جداً من كثرة ما نسمع ونرى من حالات فقد وخطف الأطفال، فأنا لا أخرج به إلا للضرورة ومع أبيه، حتى إني أقصر في زيارة أمي بسبب خوفي عليه أن أخرج به في الطرقات، فهي بالطبع مزدحمة.

وتوقفت عن حضوري للمقرأة لهذا السبب أيضا، وإذا خرجت لشراء المستلزمات تركته مع جدته لوقت قصير، فكيف أحافظ على هذه النعمة التي أعطاني إياها ربي وفي نفس الوقت أبتعد عن الوساوس الكثيرة التي تؤرقني فهل هذا خوف طبيعي؟ أتمنى كثيرا أني لم أولد وكنت سأتجنب أي شيء يضايقني.

كما أني أشعر منذ فترة بأني سأموت قريبا بسبب المرض، وخاصة أني أشتكي من آلام بالمعدة، والطبيبة أعطتني علاجات كثيرة منها هيلكيور للجرثومة ورانتيتدين على ما أتذكر، وأشك بأني مصابة بسرطان المعدة أو القولون، نظرا لتطابق الأعراض شيئا ما، ومؤخرا الطبيبة طلبت عمل منظار للمعدة، فما هي الأعراض المبكرة له؟

كما أعاني من تأنيب الضمير القاتل على أشياء انتهت، واضطراب النوم والذاكرة، كل تلك الأعراض هل هي بسبب الاكتئاب؟ كما أرجو أن تصفوا لي علاجا مناسبا فأنا مرضع، أم أنتظر حتى الفطام؟ مع العلم يتعذر ذهابي إلى الأطباء لأسباب كثيرة.

وشكرا جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا الخوف تجاه طفلك فعلاً وصل لحالة مرضية، ولا يعتبر خوفًا طبيعيًا، ومصحوبًا بالأعراض الأخرى مثل: الشعور بالذنب الشديد، واضطرابات النوم والذاكرة، والشعور أنك سوف تموتين بمرضٍ خطير، كل هذه -أختي الكريمة- أعراض اكتئاب نفسي واضح، وطبعًا من المعروف أن حالات الاكتئاب النفسي قد تحدث بعد الولادة، وتُسمى اكتئابًا ما بعد الولادة، ويُقال إن عشرة بالمائة من النساء بعد الولادة يُصبنَ باكتئاب نفسي يحتاج إلى علاج، وأن خمسين بالمائة منهنَّ يُصبن بأعراض اكتئاب بسيط يختفي من تلقاء نفسه، ولا يحتاج إلى علاج.

إذًا أنت تعانين من اكتئاب -أختي الكريمة- وتحتاجين إلى علاج، وهناك الآن أدوية، لحسن الحظ لا تُؤثِّر في الرضاعة، وتُفرز بكميات لا تؤثِّر على الطفل في الحليب، أو لا تُفرز على الإطلاق، ومنها مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وحتى من مجموعة الـ (SSRIS) الحديثة منها الـ (سيرترالين) قد يكون هو أكثر دواء يمكن أن يؤخذ مع الرضاعة، ولذلك - أختي الكريمة- لا تعاني أكثر مما تعانين منه، عليك بالتوجه إلى طبيب نفسي، وإن شاء الله سوف يبدأ بصرف الدواء المناسب لك، والآمن في الرضاعة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً