الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منطوي وأشعر بالفشل في كل شيء ولا أملك أصدقاء، ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في كل مرة أكتشف أشياء جديدة موجودة ولم أكن أعيرها أي اهتمام، وذلك من باب الجهل أو التجاهل،
وحياتي فيما مضى كانت عبارة عن الآتي:
إذا أتى الصباح أنتظر الإفطار، وإذا جاء موعد الإفطار أنتظر وأفكر في العصر، وحين ينتهي العصر أفكر بالعشاء وهكذا.

ما دعاني أن أكتب هذه المرة شعوري بالخطر من أشياء كثيرة، وأنا لا أملك شيئا أبني عليه، فلا أصدقاء يسندونني، ولا شهادة أرتكز عليها، ولا حرفة أعتمد عليها، والأخطر والأكبر يتمثل في عدم معرفتي للناس وبعض أبناء الحي، وحتى بعض أبناء عمومتي، كيف يمكن أن أعرفهم ويعرفونني من غير أن أحرج من الأشياء التي أعترف بها، وأنني فشلت فشلا ذريعا في الحياة، فأنا فشلت في الدراسة، وفصلت منها، وفشلت في تحقيق أحلامي، وفشلت في تكوين العلاقات والأصدقاء، وكل ذلك بسبب عدم خروجي للحياة والأهل، وبسبب عدم المشاركة في المناسبات، وعدم التفاعل، ونحن في بلدنا نعيش وسط مجتمع لا يرحم الناس، مجتمع يعرف كل شيء عن الآخرين، عن صداقاتك وصفاتك ومهنتك، وسط شباب لا يصادق إلا المتميز والثري، وأنا لا أملك صداقة أو مهنة أو حرفة، ولا أملك مهارات التواصل.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونحن سعداء بمشاركتك، فلا تحس بأي حرج -أيها الفاضل الكريم-، من الواضح جداً أن التفكير السلبي يهيمن عليك جداً، وأنت فقدت نفسك وكل شيء بالرغم من أنك تملك أشياء كثيرة، تملك نفسك وتملك دينك، وتملك أسرتك، وحباك الله بمقدرات واضحة جداً أستطيع أن أستشفها من خلال رسالتك، فيجب أن تعطي نفسك فرصة في منهج جديد من التفكير، فالإنسان يجب أن لا يكون سلبياً في تفكيره بهذه الكيفية، أنت تبحث نحو العدم وهذا ليس صحيح، الإنسان لا يبحث عن العدم إنما يبحث عن الحياة المفعمة بالحيوية والأنشطة، وأن يكون مفيداً لنفسه ولغيره، أنت محتاج لتغيير فكر، لتغيير سلوكي، وهنالك تطبيقات بسيطة جداً في الحياة تستطيع أن تطبقها، والمجتمع السوداني -إن شاء الله بخير-، خاصة فيما يتعلق بالنسيج الاجتماعي والتواصل الاجتماعي، نعم أعترف معك أن صعوبات الحياة قد كثرت، وأن الإنسان يجب أن يكون تنافسياً حتى يستطيع أن يجد لنفسه موطئ قدم، لكن لا زالت الدنيا بخير، أنت لديك مشكلة كبيرة جداً في الكفاءة الاجتماعية مع احترامي لك -أخي الكريم-.

ومهمتي كمعالج وكموجه سلوكي أقول لك أن الله تعالى قد حباك بالقدرة، لكنها مخفية، فأنت يجب أن تخرجها، تخرجها من خلال تطبيقات بسيطة، مثلاً أنت ذكرت أنك لا تستطيع أن تبني علاقات، أنه لا أصدقاء لك، هذا الأمر في غاية السهولة، صلي مع الجماعة أخي في مسجدك، وسوف تجد من تصادقه من الصالحين من الشباب من أبناء الحي، قف في الصفوف الأولى، لا تجعل تكبيرات الإحرام تسبقك، هذه خطوة عملية وبسيطة جداً ولك -إن شاء الله تعالى- خيري الدنيا والآخرة، شارك في المناسبات، امشي اذهب إلى الأفراح، امشي في الجنائز من خلال ذلك يتطور نسيجك الاجتماعي تلقائيا، ويتحدث عنك الناس إيجابياً، وهذا يمثل دافع قوياً لك، وأهم شيء أن تضع برنامج تدير من خلاله يومك، لا تترك الأمور سائفه وغير محدد المعالم، خارطة ذهنية أو حتى تكتب على ورقة ساعتين سوف أقوم في الوقت الفلاني سوف أفعل كذا وهكذا، بهذه الكيفية تجد أن فكرك قد تغير، أن مشاعرك قد تغيرت، لأن أفعالك قد تغيرت، وقولت أن الشباب لا يصادق إلا المتميزين والأثرياء والوجهاء أنا مع الاحترام الشديد أختلف معك، هنالك الأنقياء من الشباب الذين يحبون أن يكونون مع الضعفاء بالرغم من أنك لست ضعيفا.

ارفع من همتك، وكن قوياً، الناس لن تأتي إليك إذا لم تذهب إليهم، الناس لن تتفاعل معك إذا انزويت وبنيت حول نفسك أسورة يصعب على الناس تسلقها، أقدم وتذكر أن اليد العلي خير من اليد الدنيا، الحرف والمهن حتى وإن كانت غير موجودة يمكن أن تصنع، مثل السعادة يصنعها الإنسان، وعلم نفسك شيئا مهما كان هذا الشيء، الله تعالى قد أكرمك بالمقدرات والمهارات وعملية التعليم عملية متواصلة، والمهارات وعملية التعليم نعم هي عملية متواصلة ومن خلال ذلك يستطيع الإنسان أن ينمي نفسه وفكره وأسلوبه في الحياة ومقدراته المعرفية، فأريدك أن تبدأ عملية التطور التلقائي من خلال الجهد والإرشادات التي ذكرتها لك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على ثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً