الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضيق وضغط على الرقبة، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني يوميا قبل النوم من ضيق وشعور بالضغط على رقبتي كالاختناق، وأسمع طنينا بأذني، وكلاما لا أتذكره، وسمعت جرس الباب يرن بوضوح أكون بين النائم والصاحي، أشعر بشيء ولا أراه وكأنني مقيد، والحمد لله ألجاء إلى الله بالأذكار والتعوذ كثيرا حتى استيقظ، وكثيرا ما يحدث معي في الليل أو بعد وقت الضحى.

هل هو بسبب السهر أو التعب أو نوم غير صحيح؟ وإذا كان سبب يتعلق بالدين، لماذا لا يذهب عند ذكر الله أول مرة؟ بل أعاني وأتعوذ كثيرا حتى أستيقظ!

علماً أني الحمد لله لا أعاني من شيء، ولا أشرب شيئا، وأعيش حياة طبيعية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أيتها الفاضلة الكريمة: هذا الذي تعانين منه قبل النوم ظاهرة معروفة نسميها بالهلاوس الكاذبة، وهي بالفعل مزعجة لصاحبها، لكن أؤكد لك أنها ليست خطيرة، وهي ليست دليلاً أبدًا على ضعف إيمانك، لا، على العكس تمامًا، إن شاء الله تعالى أنت من الصالحين.

هذه الحالة حالة طبية، فلا تنزعجي أنها لا تذهب مع الذكر، لكن الإنسان يجب أن يلحَّ في ذكره أيضًا، وإن شاء الله تعالى هذا يكون له عائد إيجابي عظيم عليك.

دائمًا هذه الهلاوس الكاذبة نلاحظها مع الإجهاد النفسي والإجهاد الجسدي، وأن يكون الإنسان لديه نوع من القلق النفسي، والقلق ليس من الضروري أبدًا أن يكون قلقًا واضحًا، قد يكون قلقًا مقنَّعًا مختفيًا، موجودًا في داخل الإنسان.

أيتها الفاضلة الكريمة: إن شاء الله تعالى العلاج بسيط، أريدك أن تتجنبي النوم النهاري، هذا مهمٌ جدًّا، وتثبتي وقت النوم، ولا بد أن تكوني في حالة استرخاء قبل النوم الليلي، ولتطبيق لتمارين الاسترخاء، أرجو أن ترجعي لاستشارة إسلام ويب والتي هي تحت رقم (2136015)، سوف تجدين فيها إرشادات ممتازة جدًّا، تدرَّبي على هذه التمارين بكثافة.

قطعًا السهر يضرُّ، لأنه يخِلُّ بالساعة البيولوجية لدى الإنسان؛ ولذا نحن نحتِّمُ دائمًا أن النوم الصحي – خاصة للأشخاص الذين يُعانون من هذه الهلاوس الكاذبة – سيكون هو العلاج، ولن يتحصَّل الإنسان على نومٍ صحي إلَّا إذا ثبَّتَ وقت ذهابه للنوم.

فأرجو أن تحرصي على هذا الجانب – أيتها الفاضلة الكريمة – وأنصحك أيضًا بتجنُّب تناول محتويات الكافيين في فترة المساء، والكافيين قطعًا موجود في الشاي والقهوة والشكولاتة والبيبسي والمشروبات المشابهة. هذا مهمٌ جدٌّا وعلاج أساسي.

وقد تحتاجين أيضًا لدواء يحسِّن من مستوى نومك، عقار مثل (إيمتربتالين) والذي يُعرف تجاريًا باسم (تربتزول) دواء بسيط جدًّا، وسليم، وزهيد الثمن، وفعّال. أحد آثاره الجانبية البسيطة أنه قد يُسبب جفاف في الفم في الأيام الأولى للعلاج.

تناوله يكون خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، الساعة الثامنة مساءً، يمكن أن تتناولينه لمدة شهرٍ مثلاً، ثم تجعلينه حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقفي عن تناوله.

ويوجد دواء بديل له يُسمى (ميرتازبين) هذا أيضًا دواء رائع جدًّا، الحبة تحتوي على ثلاثين مليجرامًا في أغلب الأحوال، قد تحتاجين أن تتناولي سبعة ونصف مليجرام فقط – أي ربع حبة – ليلاً لمدة شهرين مثلاً، ثم تتركيه أيضًا.

إذًا الإيمتربتالين بديله هو الميرتازبين، وإن شاء الله تعالى أمورك كلها طيبة وجيدة، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً