الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نظرت إلى فيديو عادي ولكنه أصبح لا يفارق عقلي، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيراً على هذا الموقع

أنا فتاة بعمر 17 سنة، لست متأكدة تماماً مما أعاني منه، وقبل 4 أيام أرسل لي فيديو، وكان محتواه طبيعياً جداً، وهذا الفيديو أصبح لا يفارق عقلي، أفكر فيه ليل نهار، وأستيقظ من نومي ليلاً ويبدأ يتكرر في عقلي كثيراً.

يبدأ هذا الشيء في رأسي، ولا يتوقف أبداً، وأحس كأن شخصاً ما هناك، ويبدأ بقرع طبول، ولا يتوقف أبداً، وكنت على هذا الحال 4 أيام، واليوم أشعر بتحسن ولكن مصابة بالصداع ولا أركز!

بدأت أصاب بالصداع من كثرة التفكير بأمور شتى، وشديدة القلق والخوف والتوتر من غير أسباب تذكر، فكرت كثيراً في زيارة أطباء نفسيين، ولكن أجد نفسي غير قادرة على طرح ما بداخلي.

تلقيت بعض المواقف في حياتي مثل ترك أعز أصدقائي لي..وهكذا، وتركي لمنزلي وأهلي لضرورة السفر للتعليم في الخارج.

أشعر أحياناً بأني أعاني الوحدة والأخرى أعاني من اكتئاب حاد، ومتقلبة المزاج بصورة غير طبيعية، وقد أكون غير قادرة على وصف جل ما في داخلي، ولكن هذا أقل ما استطعت إخراجه، فأتمنى المساعدة.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Armo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً لا أدري هل ما زلت خارج بلدك للتعلم أم لا؟ لأن الغربة وبالذات في هذه السن الصغيرة تشكل ضغطاً على الشخص، ضغطاً نفسياً أو توترات وقلق.

الأعراض التي ذكرتيها ما هي إلا أعراض قلق وتوتر، والتفكير الشديد هو عرض من أعراض هذا القلق والتوتر، والتفكير الشديد قد يأخذ مناحي شتى، أشياء حياتية، أشياء حدثت معك، أشياء حدثت في الماضي أو أشياء في المستقبل، وشريط الفيديو قد يكون من هذه الأشياء.

التفكير في أشياء حصلت، ولا أدري وبالذات إذا كنت أنت ما زلت خارج بلدك، وأرسل لك الفيديو من الأهل؛ لأن هذا في حد ذاته يحمل دلالة أنك تفكرين فيه طول اليوم، وأنك متوترة، أو أنك تشتاقين إلى أهلك، هذا إذا كان الفيديو أرسل من الأهل.

على أي حال، فكما ذكرت إذا كنت أنت مغتربة فالتوترات والقلق مع بعض الاغتراب، وبالذات في هذا السن كما ذكرت.

عليك بعمل أشياء لتخفيف حدة التوتر عندك، مثل ممارسة الرياضة مثلاً، أن يكون لك صديقات تتحدثين معهن، وتنظمين وقتك، الانتظام في الصلاة -أختي الكريمة- فهي تؤدي إلى السكينة والطمأنينة، قراءة القرآن، النوم المبكر، التغذية الصحيحة، كلها أشياء تساعد في خفض التوتر والقلق.

إذا كل هذه الأشياء لم تنفع وازداد القلق والتوتر فلا بد من مراجعة طبيب نفسي، والطبيب النفسي قد تتلقين منه فقط دعماً نفسياً، أو علاجاً نفسياً، وأحياناً قد يلجأ للأدوية، وليس من الضرورة أن كل مشكلة نفسية تعالج بالأدوية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً