الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دواء (الزولفت) سبب لي آثارا جانبية فهل أتوقف عنه أم لا؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من الرهاب الاجتماعي والخجل والحرج الشديد بكل آثاره، فأنا مصاب به منذ طفولتي (وراثة بالعائلة) مما تولد عنه اكتئاب مزمن طوال اليوم، تناولت دواء (الزولفت) وكنت على أمل كبير به، بدأت بتناول نصف حبة 25 لمدة أسبوعين، ثم حبة 50 لمدة شهرين، ثم حبتين 100 منذ شهرين وحتى الآن، ولكنني لم أشعر بأي تحسن مع أنني ملتزم بالدواء يوميا ولم أترك أي جرعة، وحاولت القيام بتمارين الاسترخاء وتحقير الفكرة ولكن دون فائدة.

أصبت بزيادة في الوزن 10 كيلو جرام تقريبا وخمول، وكسل، وأحلام مكثفة، وضعف الرغبة وتأخر القذف، لا أريد زيادة الجرعة حتى لا تزيد الأعراض، ولا أرغب بدواء آخر، فبماذا تنصحونني هل أتوقف عن الدواء أم أستمر عليه؟

وأيضا أعاني من ارتفاع ضغط الدم وأتناول (ديوفان 160– نورفاسك 5– كنكور 2.5).

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ باسل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: مثل هذه الحالات التي لا تستجيب للدواء بصورة ممتازة لا بد أن يتم تأكيد التشخيص، فأنا أفضِّلُ أن تقابل طبيبًا ليعطيك المسميات الصحيحة لتشخيصك، هذا بالرغم من احترامي الشديد لما ذكرته من أنك مُصاب برهاب اجتماعي والخجل والحرج الشديد.

والخجل يختلف عن الرهاب الاجتماعي، والشعور بالحرج دائمًا يكون مرتبطًا أكثر بالخجل، وبعض الناس يكون لديهم مكوّن ثالث وهو الحياء، والحياء شعبة من شُعب الإيمان، وإن شاء الله فيه خيرٌ للناس، وهو خير كله، وكله خير.

ويا أخي الكريم: بجانب تأكيد التشخيص لا بد أن تكون هنالك تطبيقات سلوكية حقيقية، الدواء لوحده لا فيد أبدًا، قد يُحسِّن الإنسان وقتيًا، لكن العلاج يتمثَّلُ في: تحقير الفكرة، الحرص على التواصل الاجتماعي، والإكثار من ذلك، وأن تكون هنالك أنشطة اجتماعية ثابتة، مثل ممارسة الرياضة الجماعية، والصلاة مع الجماعة في المسجد، والمشاركة التامَّة في المناسبات، والخروج إلى الأسواق، والتنزُّه في المتنزِّهات، والترفِّه على النفس بما هو مباح، تناول وجبة طعام في بعض المطاعم مثلاً... هذه كلها – يا أخي الكريم – علاجات، وعلاجات مفيدة جدًّا، وهي جزء من حياتنا، ليست شيئًا غريبًا، وليست شيئًا إضافيًا، إذا مارسها الإنسان بجدية سوف يتحسَّنُ كثيرًا، فأرجو أن تحرص على ذلك، وأفضِّلُ – أخي الكريم – كما ذكرتُ لك أن تقابل طبيبًا.

بالنسبة لزيادة الوزن: قد يحدث لدى بعض الناس في الأربعة الأشهر الأولى من تناول الزولفت، لكن هذا يمكن التحكّم فيه من خلال ممارسة الرياضة، وقطعًا تنظيم الطعام، وعدم النوم في أثناء النهار، وعدم النوم بعد الطعام مباشرة، وبعض الناس نصف لهم دواء بسيط يُعرف تجاريًا باسم (جلوكوفاج) والذي يستعمل لتنظيم السُّكر، لكن لا تقدم على هذه الخطوة دون استشارة طبيبك.

إذًا استمر على الزولفت مع مشاورة الطبيب، وأنصح أن يُضاف للزولفت عقار بسيط جدًّا يُعرف باسم (بسبار)، هذا دواء يزيد من فعالية الزولفت لعلاج الخوف الاجتماعي.

بالنسبة لضغط الدم: يتطلب المتابعة منك، والأدوية التي تتناولها – وهي: الـ (ديوفان)، والـ (نورفاسك) والـ (كنكور) - هي من أفضل أنواع الأدوية المتداولة، المهم في علاج الضغط والمتابعة.

وللفائدة راجع العلاج السلوكي للخجل: (267019 - 1193 - 280445 - 278063) والعلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أوكرانيا حسين

    الله يعين
    اللهم اشف كل مريض

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً