الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق وخوف الإصابة بالمرض، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ ثلاثة أسابيع أحسست فجأة بتسارع دقات القلب وهبوط في الجسم وتنميل، خرجت فورا من العمل وذهبت إلى المركز الصحي، علما أني كنت أتناول مضادا حيويا، وحدثت الحالة بعد تناول المضاد بنصف ساعة، توقعت الطبيبة أنه تعب وإجهاد أو تأثير المضاد وسيزول.

تكررت الحالة، وصرت معها أخاف من البيت، وأشعر فيه بالضجر والملل، ويبدأ قلبي بالتسارع، وأشعر بقلق وخوف وينزل الضغط، وقد تم تشخيص الحالة أنه قولون عصبي.

بدأت الالتزام بالعلاج والابتعاد عن ما يضرني، ولكن تكررت معي الحالة، وبعدها قام الطبيب بتحويلي إلى طبيبة نفسية، فوصفت لي علاج إيفكسور 75 صباحا و remeron30 قبل النوم، ولكني تخوفت من العلاج ولم أستخدمه، وخاصة أن زواجي قريب، وأخشى أن يؤثر علي وعلى الإنجاب مستقبلاً.

استمرت الحالة ولكن بفترات متباعدة، وتأتيني دقائق معدودة وتختفي، تم تشخيص حالتي بأن لدي جرثومة في المعدة، زالت المخاوف قليلا خصوصا بعد أن اقتنعت بأني سليمة، وهذا هو مرضي فقط، وأصبحت أتناول العلاج الثلاثي، وفي اليوم الرابع من تناولي العلاج أحسست بحرارة في صدري، بعدها تسارعت دقات قلبي وتسارع النفس، وشعرت بتنميل حاد في الأطراف وتشنج، حتى أنني لم أعد أتحمل ملابسي، وأصبحت أصرخ، واستمرت الحالة نصف ساعة حيث تم نقلي للمستشفى وإجراء التحاليل وكانت سليمة، وطلب مني الطبيب الاستمرار على علاج الجرثومة.

أصبحت خائفة من تكرار النوبات، علما أن طبيعتي قلقة ومتوترة وأخاف على أهلي، وأتوقع الأسوأ، وأفزع كثيرا من أقل شيء، ولا أعلم سبب ما أعاني منه، فهل سأعود طبيعية؟ وما العلاج الذي يفيد في حالتي؟ علما بأني عندما أخرج من المنزل أكون مرتاحة ولا أشعر بشيء، وخصوصا عندما أكون مع خطيبي.

ذهبت لراق شرعي ثلاث مرات، ووصف لي عشبة لتنظيف البطن، وبعدها أخبرني بأني شفيت، وأنا للعلم أواظب على الصلاة والأذكار وقراءة القرآن، وحاليا أشعر بخمول ونعاس وعدم الرغبة في أي شيء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أعتقد أن الطبيبة النفسية قد شرحت لك الحالة، فمن وصفك الحالة واضح جداً الذي حدث لك بنوبة الهلع أو الفزع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد الذي قد لا تكون له أي مقدمات أو أسباب، ونوبات الهلع فعلاً هي مزعجة جداً للإنسان، لكن أؤكد لك أنها ليست خطيرة، والشيء الصعب بالنسبة لك -إن شاء الله تعالى- قد انتهى ولن يعود، النوبات في طبيعتها تكون شديدة في الأول، وبعد ذلك تخف، خاصة إذا قاومها الشخص وتجاهلها وهذا هو الذي أريدك أن تقومي به، افهمي أنها نوبة قلق نفسي حاد وليست أكثر من ذلك، قد تكون هنالك أسباب وقد لا تكون أسباب، وعلاجها دائماً يكون في تجاهلها، وأن تشغلي نفسك بأمور الحياة الأخرى، خاصة أنك مقدمة على الزواج وهذا يجب أن يكون أمراً مفرحاً بالنسبة لك.

أنا أفضل أن تتحدثي مع الطبيبة النفسية مرة أخرى، وتطلبي منها أن تقوم بتحويلك إلى الأخصائية النفسية، أنت تحتاجين التدرب على تمارين الاسترخاء، وتحتاجين لبعض التوجيه السلوكي الإيجابي، أعتقد أن هذا كل الذي تحتاجين إليه.

بالنسبة للأدوية: هي أدوية جيدة لكن ربما تكون حالتك أبسط من أن تحتاجي لمثل هذه الأدوية، أنا لا أحب أبداً أن أعترض على دواء قام بوصفه أي زميل آخر، لكن قطعاً النصيحة للناس أيضاً مطلوبة، الدواء الأفضل في حالتك هو عقار سبرالكس والذي يسمى باسم استالبرام، وتحتاجين له بجرعة صغيرة خاصة أنك مقدمة على الزواج، فإن رأيت أن تعرضي هذا الأمر على الطبيب فلا مانع في ذلك، والإفيكسر أيضاً يساعد كثيراً في هذه الحالات، الريمانون دواء أيضاً يحسن المزاج ويزيد النوم ويفتح الشهية للطعام، لكنه دواء أيضاً لا أعيب عليه أي شيء، لكن لا أرى أنك في حاجة للدوائين، فهذا هو الذي أنصحك به.

أسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً