الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ظلمت أختي بنصيحتي لها بأن تعيد التفكير في موضع الطلاق؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود أن أطرح عليكم مشكلة حدثت بيني وبين أختي المتزوجة منذ سنة، أنا لست متزوجة، فقد ضربها زوجها ووصل الأمر بينهم للطلاق، وأتت عندي وعند أمي المنزل.

علماً بأن والدي توفي، وقالت أختي وهي تبكي إنها ستبقى عندنا في المنزل، لديها طفلتان، ونحن وضعنا المادي في المنزل ضيق جداً، وما نصرفه أنا وأمي يكفينا نحن فقط، كل ما كان في تفكيري ذلك الوقت أن الوضع المادي لا يتحمل 5 أفراد في المنزل، فقلت لها تعيد التفكير في موضوع الطلاق "من سيصرف عليكم بعد الطلاق?"؛ لأن النفقة التي تحددها المحكمة قليلة جدا ولا تكفي.

غضبت أختي ودعت علي قائلة "إن شاء الله يكون من نصيبك شخص يشبه زوجي"، أنا غضبت كثيراً، وخشيت أن تكون دعوة مظلوم فمهما كانت كلمتي قاسية إلا أنني لم أظلمها، ولم أدع عليها، ولم أتمن لنا سوءا قط، على العكس لا أريد سوى إصلاحاً لهما من أجل الطفلتين.

بعد سنة من تلك الحادثة طلبت من أختي المسامحة، وقالت إنها سامحتني، ولكني لم أذكر لها تلك الدعوة حتى لا أفتح الموضوع مرة أخرى، وأسبب إحراجاً لي ولها.

ما أريد أن أعرفه هل أنا ظلمتها؟ هل تلك كانت دعوة مظلوم؟ فإني أخاف الله كثيراً، وأكره الظلم وأعوذ بالله أن أكون من الظالمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ براءة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- بارك الله فيك – أختي الفاضلة – وأشكر لك حسن ظنك وتواصلك مع الموقع, وحرصك على السؤال عن دينك, وخوفك من الوقوع في الظلم, ومن وقوع إجابة دعوة المظلوم, وقطيعة الرحم, سائلاً الله تعالى لنا ولك الثبات على الدين والهداية إلى صراط الله المستقيم.

- بخصوص معاناة أختك مع زوجها, فاحرصي على التزام الهدوء والحكمة والرحمة في التعامل معها, ومراعاة ما يلم بها من حزن وضيق وغضب وضغوط نفسية, ومما يستلزم منك أيضاً مسامحتها على دعائها عليك؛ كونه صدر عن وضع نفسي غير طبيعي.

- أما بخصوص إجابة هذه الدعوة القاسية, فاطمئني إلى عدم وقوعها, وذلك لكونك لم تظلميها أصلاً؛ حيث لا يلزمك وجوب النفقة عليها وعلى أولادها, لاسيما مع عدم القدرة المادية لذلك, ولذلك فإن دعوتها صادرة عن عدم موافقة للشرع وعن قطيعة رحم, وقد ثبت في الحديث قوله عليه الصلاة والسلام: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدعُ بإثم أو قطيعة رحم) رواه مسلم, ودعوة أختك – أعانها الله – ولا شك كذلك, حيث تتضمّن الأمرين.

- كون هذه الدعوة صدرت منها حالة الغضب, حيث وأنها غير قاصدة لها قلبياً في الحقيقة غالباً.

- كون أختك قد أعلنت مسامحتها لك بالصيغة العامة, وذلك دليل طيبة قلبها, وعدم قصد الدعوة, وكونها عن مجرد غضب, ولا حاجة إلى طلب التفصيل في المسامحة, حيث ومن المعلوم أن العموم يشمل جميع المفردات, فلا حاجة لأن تذكّريها بالأمر منعاً للحرج كما ذكرتِ.

- إلا أنّي أنصحك بدعمها بالنصيحة والتذكير بالله, ومساعدتها مادياً بحسب الاستطاعة.

- أوصيكم باللجوء إلى الله تعالى بالدعاء ولزوم الذكر والطاعة وقراءة القرآن، والصحبة الطيبة، وحسن الظن بالله.

- أسأل الله أن يفرج عن أختك همها، ويصلح زوجها ويحفظ لها أولادها، ويجمع شمل أسرتها وأسرتكم على خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً