الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدتي تعاني من اضطرابات النوم والأرق، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

والدتي عمرها 69 سنة، أصيبت بمرض داء الرئة، وكانت تعاني من سعال حاد وصعوبة في التنفس، وخلال هذه الفترة أصيبت بنوبة فزع نتيجة وقوع حادث عرضي في البيت منذ أسبوعين.

ذهبنا بها إلى طبيب الأمراض الصدرية، وتحسنت حالتها بالعلاج، لكن أصبحت تعاني من أرق وقلة النوم واضطرابات في الجهاز الهضمي وجفاف الحلق وانتفاخ البطن.

ذهبنا بها لطبيب نفسي، وتبين أنها تعاني من توتر وقلق وكآبة، فوصف لها دواء سيرترالين 50 حبتين يوميا، ولودميل حبة ليلا، فتحسنت قليلا، لكن بقيت مشكلة الأرق وعدم انتظام النوم، ووصف لها صيدلاني دواء الإمتربتلين 25، لمدة 3 أيام، وتحسن نومها، لكنها توقفت عنه لأنه يتعارض مع دواء سيرترالين.

أفيدونا جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لوالدتك العافية والشفاء.

أخي الكريم: يمكن أن تساعد الوالدة بتحسين نومها من خلال آليات بسيطة جداً:
أولاً: نحاول بقدر المستطاع أن نجعلها تبتعد عن النوم النهاري خاصة النوم في فترة الضحى.

ثانيا: أن تقلل من شرب المواد المنبهة كالشاي والقهوة، هذه تحتوي على الكافيين وكذلك البيبسي والكولا وحتى الشيكولاتة، تحتوي أيضاً في بعض الأحيان على مادة الكافيين التي تزيد من اليقظة، هذا أمر مهم جداً أي الابتعاد عن هذه المكونات بعد الساعة 5 مساء، وأن نذكر الوالدة دائماً أن تكون حريصة على أذكار النوم هذا مهم، ويجب أن تكون أيضاً في حالة استرخاء في فترة المساء، تسمعوها الكلمة الطيبة، تنقلوا لها البشارات من هنا وهناك وهكذا، هذا يحسن كثيراً من مزاجها ويساعدها على النوم.

بالنسبة للأدوية: السيرترالين دواء جيد فاعل وممتاز، لكن أرى أن تكون الجرعة حبة واحدة في الصباح، ويمكن للوالدة أن تتوقف عن اللودميل ونستبدله بدواء جميل وفاعل وممتاز وغير إدماني ويحسن النوم ولا يتناقض مع السيرترالين، وهو ميرتازبين، والجرعة المطلوبة هي نصف حبة أي 15 مليجراما ليلاً، تتناولها ساعتين قبل النوم، ويعني إذا تناولت الدواء حوالي الساعة 8 مثلاً أو بعد صلاة العشاء هذا سيكون جيداً، لأنها سوف تنام نوماً جيداً وتستيقظ نشطه في الصباح، أما إذا أخذت الدواء في فترة متأخرة من الليل فهذا قد يؤدي إلى شعور بالخمول في الصباح، وهذا لا نريده لها، إذاً هذا هو الذي أنصح به.

وبالنسبة للإميتربتالين الذي ذكره لك الصيدلي: نعم هو دواء ممتاز، ودواء فعلاً يحسن النوم، ليس هنالك مشكلة أبداً في تناوله مع السيرترالين إذا كانت الجرعة لا تتعدى 25 مليجراما، وكان السيرترالين لا يزيد عن 100مليجرام، هنا لن تحدث مشكلة أو ما يسمى بمتلازمة السيرتوني، المشكلة في الإيمتربترلين في مثل عمر والدتك أنه قد يؤدي إلى إمساك شديد، وأيضاً قد يؤدي إلى جفاف في الفم شديد، وقد يؤدي أيضاً إلى نوع من الطشاش في النظر، وفي بعض الأحيان قد يؤدي إلى ارتفاع في ضغط العين أو ما يعرف بالماء الأزرق، فإذاً لا داعي للاميتربتالين، والميرتازبين الذي وصفته لك دواء فاعل دواء ممتاز دواء يحسن المزاج ويحسن النوم، وفي بعض الأحيان أيضاً حسن الشهية نحو الطعام.

أسأل الله تعالى أن ينفعها به، وبالنسبة لحالتها الصدرية وصحتها العامة كونوا على متابعة مع الطبيب المختص، والحمد لله تعالى الذي يظهر لكم باباً من أبواب البر لوالدتكم، بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً