الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حبسة الكلام تحرجني وتحول دون تواصلي مع الآخرين.. فهل من نصيحة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

استشارتي إلى -الدكتور: محمد عبد العليم-.
أنا فتاة عمري 28 عاما، جامعية، وأعاني من الحبسة في الكلام منذ طفولتي، وذلك أثر على علاقاتي الاجتماعية، فليس لدي صديقات، وسرعان ما ينفض الناس من حولي، وحبسة الكلام قللت هيبتي بين الناس، وأدى ذلك إلى زياد ة القلق والتوتر، ففي التجمعات أفضل الصمت، أجيد التعرف على الناس في البداية، ولكنني لا أستطيع الاستمرار بسبب قلة مهارات التواصل لدي.

منذ فترة كنت أعاني من الشد على الأسنان أثناء النوم، ذهبت إلى طبيب الدماغ والأعصاب، وأجرى لي فحوصات للدماغ وأعصاب الفم، والفحوصات كلها سليمة، ولكنني أعاني من القلق بشكل كبير.

وصف الطبيب دينكست واندرال لمدة شهر، وطلب الرجوع بعد شهر، بعد تناول الأدوية لاحظت على نفسي الهدوء والسكينة وطلاقة اللسان، وفي آخر أسبوع من العلاج كانت استجابتي ضعيفة للأدوية، ولم أتمكن من العودة للطبيب بسبب ممانعة أهلي.

حاليا أعمل في شركة، والحبسة في الكلام أتعبتني كثيرا في مجال عملي، وأعاقت تواصلي، وأرى استهزاء من معي أحيانا، في وقت استراحة الغداء أظل صامتة مع المجموعة، أو وحدي وأتجنب مخالطة الناس، وأتعرض للمضايقات التي زادت من توتري، ولعل السبب قلة مهاراتي الاجتماعية، وأرغب بترك العمل، ولكن حتى لو تركت العمل ماذا بعد هل سأظل هاربة إلى الأبد.

قرأت كثيرا في الاستشارات السابقة، وقمت بشراء دواء سيروكسات 12.5 CR، وبدأت بتناوله منذ تاريخ 25/1/2018، حبة واحدة يوميا، وأريد إعلامك -يا دكتور- أنني في الأردن لم أجد عيار 25 CR، فما توجيهكم لي حول الجرعات؟ وهل الدواء مناسب؟

لا أريد الدخول في متاهات الأدوية، وبعد الاتكال على الله ومن باب الأخذ بالأسباب، رجعت لك لطلب المساعدة، فأرجو توجيهي بخصوص الدواء؟ وبصراحة أنا لا أرغب بأن تكون فترة العلاج طويلة، بسبب ارتفاع سعر الدواء، فأتمنى أن تكون قصيرة، وأن أحصل على الفائدة الكاملة -بإذن الله-.

جزاك الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء.
أولاً: لا بد أن تكوني أكثر ثقة في نفسك، وأنت لست بأقل من الآخرين، لا تُقلِّلي من قيمتك الذاتية أبدًا، واسعي دائمًا لتطوير مهاراتك الاجتماعية، خاصة مهارات التواصل، وهنالك أسس بسيطة إذا لاحظها الإنسان وركّز عليها يُحسِّن من تواصله الاجتماعي:
تعابير الوجه على وجه الخصوص، ولغة الجسد مثل تحريك اليدين، وكذلك نبرة الصوت، هذه أمور بسيطة لكنها مهمة جدًّا لتحسين تواصلنا الاجتماعي.

والأمر الآخر: أن تُكثري من الاطلاع والقراءة واكتساب المعرفة، هذا يزيد من طلاقة اللسان. واعلمي أن تلاوة القرآن، وتعلُّم التجويد، ومخارج الحروف ومداخلها؛ من أفضل الوسائل لعلاج الحبسة الكلامية، كما أن تطبيق تمارين الاسترخاء خاصة تمارين التنفس التدرُّجي وقبض العضلات ثم استرخاؤها من أفضل الوسائل أيضًا لتحسين النطق وسهولة انسياب الكلام، وأنت في حاجة لهذه التمارين.

حتى حالة الشدِّ والضغط على الأسنان أثناء النوم –التي تحدَّثتِ عنها– وذهبتِ لأجلها للطبيب؛ ناتجة حقيقة من القلق، لأن التوتر الداخلي يؤدي إلى توترات عضلية، وعضلات الفك قد تتوتّر مثل عضلات الصدر، فأنت محتاجة حقيقة للتمارين الاسترخائية، وأريدك أيضًا أن تمارسي أي رياضة تُناسب الفتاة المسلمة.

هذه هي الأشياء التي تحتاجين إليها، واقرئي أيضًا عن الذكاء الوجداني، أو ما يُسمَّى بالذكاء العاطفي، هنالك كتاب مشهور لـ (دانيل جولمان) كتبه سنة 1995م، حيث إنه رائد هذا العلم، كتابٌ مفيد جدًّا لنتعلم من خلاله كيفية أن نطور ذواتنا ونتعاملها معها إيجابيًا، بل نقبل أنفسنا، وكذلك التعامل مع الآخرين بصورة إيجابية، أيضًا كتاب (دانيل كارنيجي)، والمسمَّى (دع القلق وابدأ الحياة)، أجده مفيدًا جدًّا بالنسبة لحالتك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أعتقد أن الزيروكسات CR بجرعة 12.5 مليجراما سيكون كافيًا بالنسبة لك، تناوليه لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك اجعليها 12.5 مليجراما يومًا بعد يومٍ لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول الدواء، ولا مانع أن تُدعمي الزيروكسات CR بعقار (ديناكسيت)، الذي كنت تتناولينه سابقًا، تناوليه الآن بجرعة حبة واحدة يوميًا لمدة شهرٍ واحد، هذا سوف يُدعم من فعالية الزيروكسات ويُساعدك كثيرًا.

أسأل الله تعالى أن يحلّ هذه العقدة من لسانك، وأن يُسهّل أمرك، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً