الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكنني الشفاء بشكل نهاني من نوبات الصرع الليلي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 23 سنة، قبل أربع سنوات أصبت بنوبة صرع في مساء رمضان قبل الإفطار، لم تعاودني النوبة بعدها.

قبل سنة كنت أدرس في الساعة 11مساء، وأهلي لم يخبروني بالأمر، فازدادت النوبات لدي، وأصبحت تأتي لي 4 - 5 نوبات كل شهر، وقت النوم فقط، أستيقظ في منتصف الليل، ولا أعلم السبب، وأفقد الوعي، وتصدر مني أصوت كصوت شخص انقطع نفسه، ويتصلب جانب واحد من جسمي، ثم أحدق بالسماء، وبللت نفسي مرتين، وفي كل الأوقات كنت أتعب بسرعة وأنسى كثيرا، رغم أنني كنت أدرس كثيرا، ولكنني فشلت في كل الدروس.

ذهبت إلى الطبيب بسبب كثرة النسيان، وذلك قبل سنة وثلاثة أشهر، وتبين بأن لدي كهرباء زائدة، أجريت تخطيط الدماغ والرنين المغناطيسي، وكانت النتائج سليمة، والطبيب أخبرني بأنه مرض وراثي، لأن عمتي وابن عمتي الأخرى لديهم نفس المرض.

وصف الطبيب carbamazepine mg200، بجرعات صغيرة، بدأت في تناول حبتين لمدة شهر وداومت عليها، لم أجد الفائدة، فرفع الطبيب الجرعة إلى ثلاث حبات، ولم تظهر بعدها أي نوبة و-الحمد الله- حتى سنة.

إلى الآن أنا ملتزمة بالدواء، وبسبب النسيان وضعت المنبهات لأوقات الدواء، ولكنني أنسى أشياء كثيرة، علما أنني حافظة للقرآن، وملتزمة بالصلاة والأذكار، وتفكيري بطيء، وأحتاج للوقت حتى أفكر وأستذكر، ودائما أشعر بالنعاس والدوخة وألم الرأس، ولا يأتي النوم إلا بعد ساعة أو ساعتين من بقائي في الفراش، ولدي برودة دائمة في القدمين، وأصبحت عصبية كثيرا، وأغضب وأصرخ على أصغر الأشياء، أصبحت أنانية لا أحب أحدا.

قدم لي عرضا للزواج، وحينما أخبرتهم بمرضي، رفض الأمر، رفضت بعدها كل عرض زواج، وقلت في نفسي بأن الباقي سنة وسوف أنتهي من علاجاتي، سأصبر إلى حينها، كنت أخاف من عودة النوبات.

سؤالي هو:
1- ما هو نوع الصرع الذي أعانيه؟ هل هو الصرع الليلي؟ لأنني تعرضت لنوبتين عند اليقظة، وباقي النوبات الأخرى كلها كانت عند النوم.

2- أخبرني الطبيب بأن أتناول العلاج لمدة سنتين، والآن يقول لمدة ثلاث سنوات، فما نصيحتكم؟

3- هل عصبيتي الزائدة بسبب الدواء أو المرض؟

4- لم أتمكن من الصوم في شهر رمضان السنة الماضية، وذلك بأمر الطبيب، فهل أستطيع الصوم هذه السنة؟ علما أنه لم يحدث لي أي نوبة منذ سنة.

5- ما هي نسبة عودة النوبات في المستقبل؟ لأنني تحسنت بعدة ثلاث جرعات يوميا وتحسنت مباشرة.

6- وصف الطبيب مع علاج 5mg folic acid، فما فائدته للمرضى؟ لأنني غير ملتزمة به.

وشكرا على تعبكم وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Zhila حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، الذي لديك هو نوع من النوبات الصرعية الليلية، والنوبات الصرعية الليلية تكون أخف كثيراً من النوبات الصرعية التي تأتي في أثناء النهار، لكن يجب أن تعالج، وأيضاً أحد الفوارق المهمة بين النوبات الصرعية العامة والصرعات الليلية أو التي تأتي فقط في أثناء الليل.

بالنسبة للذين يقودون السيارات لا يسمح لهم بقيادة السيارات إذا كانت النوبات تأتيهم نهاراً، أما إذا كانت ليلية فلا مانع من قيادة السيارة مع شيء من الحذر.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت تتناولين أحد الأدوية الجيدة وهو دواء بالفعل سليم ودواء فاعل جداً وأيضاً يحسن المزاج و-إن شاء الله تعالى- يحسن لديك التركيز أيضاً، أهم شيء أن تكوني حريصة على علاجك، أرجو أن تكوني حريصة أن تأخذ الجرعة في موعد الجرعة حتى تكملي مدة العلاج، وقطعاً الدراسات الحديثة تشير أن إكمال ثلاث سنوات على العلاج أفضل، وبعد أن تكملي ثلاث سنوات ودون أن تحدث لك أي نوبة نسأل الله أن يكون هذا هو الحال، في هذه الحالة تتوقفي من الدواء بالتدريج.

علاج الفلوكأسد الذي نصحك به الطبيب جيد جداً، نحن دائماً نقول بالنسبة للذين يتناولون الكاربمازبين والذي يعرف باسم تكجرادول سيكون من الأفضل تناول جرعة الفلوكأسد كما وصفها الطبيب، وإن نسيت جرعة أو جرعتين في الشهر مثلاً فهذا ليس مشكلة أبداً -بإذن الله تعالى-.

أنا أنصحك أن تأخذي قسطا كافيا من الراحة، وذلك من خلال النوم الليلي المريح، النوم الليلي يعطيك -إن شاء الله- قوة على التركيز، يؤدي إلى ترميم خلايا الدماغ، والنوم حين يكون مبكراً فيستيقظ الإنسان أيضاً مبكراً وهو نشط، وأرجو أن تستفيدي من البكور، لأن البكور فيه خير كثير يكون التركيز ممتاز، تكون المقدرات المعرفية جيدة جداً فاحرصي على الاستفادة من هذا الوقت.

شرحت لك نوعية الصرع الذي تعانين منه فهو صرع ليلي حتى وإن أتتك نوبة عند اليقظة لأن الغالب أن النوبات تأتي ليلاً، ما قاله الطبيب لك صحيح حول مدة العلاج، العصبية الزائدة ليست بسبب الدواء، لكن يعرف أن بعض الذين يعانون من زيادة في كهرباء الدماغ قد تأتيهم شيء من العصبية، ولذا النوم الليلي المبكر سيكون بالنسبة لك جيد جداً، وأريدك أيضاً أن تطبقي تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس المتدرج، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (2136015)، أرجو أن ترجعي لها وتطبقي التمارين حسب ما أوردناه سوف تستفيدي كثير جداً في العصبية، وأرجو أيضاً أن تكثري من الاستغفار، وأرجو أن تكونين إنسان متسعة الصدر، وعبري عن ذاتك ولا تكتمي هذا كله يفيدك -إن شاء الله تعالى-.

بالنسبة للصيام أنا الذي أراه ما دام لديك المقدرة فيمكن أن تصومي، العام القادم -إن شاء الله تعالى-، وبالنسبة للدواء يمكن للطبيب أن يعطيك الكاربمازبين بطيء الإفراز، وهذا يمكن أن يتم تناوله جرعة واحدة ليلاً، مثلاً تتناولي 200مليجرام مع السحور وتتناولي 400 مليجرام ليلاً بشرط أن يكون الكاربمازبين هو من النوع الذي نسميه ببطيء الإفراز، لأن هذا يضمن لنا أن مستوى تركيز الدواء في الدم في فترة الصيام نهاراً، وستكون نسبة التركيز ممتاز جداً، هذه النوبات تشفى بنسبة 70% تقريباً وهذه نسبة عالية، أما 30% قد تأتيهم هذه النوبات مرة أخرى.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً, وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً