الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختفت كل الأعراض وبقي الصداع، فهل التربتزول مناسب؟

السؤال

أرجو منكم إفادتي في مشكلتي.

تأتيني رعشة في كامل جسمي عند التعرض لانفعال، وعندما أكون في مناسبة أحس أن الناس كلها تتابعني، وأحس بكتمة نفس، وهذا الموضوع كان يضايقني، وكنت أحاول أن أتجاهل الأعراض إلى أن اختفت.

في شهر 1 سنة 2017 كان يأتيني في الجانب الأيمن من الرأس عرق ينبض أو يرف، يأخذ ربع ساعة ويختفي، وكذلك فضلت أن أتجاهل هذا الأمر إلى أن اختفى، وبعدها في شهر 3 من سنة 2017 وقعت في ضغوط نفسية ومشاكل بسبب زواجي، وأصبت بصداع منذ ذلك الوقت إلى الآن ما يقارب سنة صداع متواصل طوال اليوم، أحس بالصداع منذ الاستيقاظ من النوم إلى أن أنام، مصاحب له شد شديد في رقبتي، وضغطي غير منتظم، وهناك غازات وتجشؤ كثير، وألم في المعدة، مع سوء هضم، وأحس دائما بغيثان، وبعدها أحس بضربات قلب سريعة، وكتمة في النفس، وبعض الأحيان طنين في الأذن الشمال، ودائما أشعر بالعصبية وأقل كلمة تغضبني، وأحس بدوخة خفيفة بعض الأحيان.

كشفت عن طبيب المخ والأعصاب، والباطنية، والجهاز الهضمي، والغدد، والأنف والأذن والحنجرة، وعملت الفحوصات الآتية:

أشعة مقطعية على المخ، ورسم مخ، سونارا على شرايين الكليتين، وايكو للقلب، ورسم قلب عادي ومجهود، كشافة نظر، فحص أنف وأذن وحنجرة، وعملت تحليل دم شامل، وتحليل بول وبراز، أشعة تلفزيونية على البطن، تحليل فيرس، تحليلا للبكتريا الحلزونية، وكل الأشاعات والتحاليل سليمة، وآخر كشف كان هناك رنين على الرقبة وطلع فيها ضغط بالفقرة الرابعة والخامسة بسيط جدا، والدكتور قال لي مستحيل أن تعمل لك كل هذا الصداع.

وفي النهاية كل التخصصات من الدكاترة أكدوا أن الصداع الذي أعانيه هو صداع نفسي أو توتري مزمن، وبصراحة كنت أخاف آخذ العلاج خشية أن يكون خطأ إلى أن ذهبت لدكتور باطنية وأعطاني اندرال 40 يوميا، وبعد شهر كل الأعراض التي كنت أعانيها اختفت عدا الصداع وشد الرقبة والعصبية، وبعدها زاد لي تربتزول 10، مع الاندرال، وأقنعني بأني لا بد من أن آخذه، وأخذته، وبعد أسبوعين اختفت باقي الأعراض، وبقي الصداع لكن أخف من ذي قبل، وقال لي استمر على العلاج لمدة 6 أشهر، والتربتزول آخذ منه قرصين عند النوم وقرصا الصبح، والحمد لله أصبحت بحال أفضل، لكن حاليا عندما أغضب أحس كأن أحدا يربط رأسي بحزام، والصداع يشتد، فهل من المكن أن أزيد التربتزول أم لا؟ وهل التشخيص والعلاج صحيح؟

مع العلم سني 26، وطولي161، ووزني 49، وأشرب سجاير فقط، ولا أتعاطى أي شيء، والصداع يكون آخر الرأس، ومرة في منتصف الرأس، وحاليا على جانبي الرأس، يعني الصداع متنقل.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أنت لديك عدة أعراض في ظاهرها أعراض عضوية، لكن أرى أن منشأها نفسي، يعني: لا يوجد لديك مرض عضوي حقيقي، والأعراض التي هي من هذه الشاكلة نسمِّيها (نفسوجسدية)، كثيرًا ما يكون الإنسان تحت ضغوطٍ نفسيةٍ، أو يُصاب بشيء من القلق ويكون لديه أصلاً استعداد لسرعة الانفعال، أو الكتمان الشديد، هنا يتحوّل التوتر النفسي إلى توتر عضلي، وأكثر عضلات الجسم التي تتأثّر هي عضلات الصدر وفروة الصدر وأسفل الظهر والقولون، لذا نجد الكثير من الأعراض النفسوجسدية التي تطال هذه الأعضاء.

أنت الحمد لله تعالى تحسَّنت لدرجة كبيرة مع عقار (تربترزول) وكذلك عقار (إندرال)، وهي أدوية جيدة حقيقة، والذي أنصحك به هو أن تجعل التربتزول خمسة وعشرين مليجرامًا، حبة واحدة ليلاً، وتُضيف دواءً آخر يُسمَّى (دوجماتيل)، واسمه العلمي (سلبرايد)، وهو متوفر في مصر، دواء بسيط جدًّا، أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في الصباح، قوة الكبسولة خمسين مليجرامًا، تناولها يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله، أما التربتزول يمكن أن تستمر عليه لفترة أطول، أو حسب ما ينصحك طبيبك المعالج.

أيها الفاضل الكريم: بجانب العلاج الدوائي أريدك أن تُركز كثيرًا على ممارسة الرياضة، خاصة رياضة المشي، أو الجري الخفيف. الرياضية مهمَّة جدًّا، وتؤدي إلى استرخاء عضلي ونفسي كبير، وهذا إن شاء الله تعالى ينتج عنه تحسُّن كبير في حالتك.

بالنسبة للصداع: أيضًا أريدك أن تحرص أن تنام في الوضعية الطبية السليمة، بمعنى أن تنام على شقك الأيمن، وألَّا تكون الوسائد مرتفعة، لابد أن تكون المخدات من النوع الخفيف؛ لأن وضعية الرقبة إذا كانت مرتفعة هذا يؤدي إلى انقباض عضلي شديد يؤدي إلى ألمٍ في الرأس، ممَّا ينتج عنه صداع توتري انشدادي.

أيضًا: حاول أن تُلاحظ إذا كانت هنالك أيَّةُ أطعمة تُثير الصداع لديك، الذين يتناولون الأجبان والقهوة والتعرض لأشعة الشمس مباشرة، هذا كله ربما يُثير ويزيد من الصداع عند بعض الناس، فأرجو أن تحرص على هذه الملاحظات، وكن شخصًا إيجابيًا، هذا مهمٌّ جدًّا، نظّم حياتك، نظِّم وقتك، أكثر من التواصل الاجتماعي، احرص على صلاتك في وقتها، لأن الصلاة إذا أدَّاها الإنسان كما ينبغي أن تُؤدَّى لا شك أنها تبعث على الطمأنينة والشعور بالأمان.

احرص على أذكار النوم والاستيقاظ، وأذكار الصباح والمساء، والحمد لله تعالى أنت لديك عوامل استقرار كثيرة في حياتك، فهنالك الزوجة، وهنالك العمل، وهنالك الأصدقاء، فلا تنس هذه الإيجابيات، فهي داعمة لك إن شاء الله تعالى، وأرجو أن تتوقف عن التدخين، تتوقف عنه بصورة متدرِّجة، وثلاثة إلى أربعة أسابيع تكفي تمامًا لأن يتخلص الإنسان من التدخين، وقطعًا ممارسة الرياضة ستكون بديلاً ممتازًا جدًّا للتدخين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً