الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بنت اعتادت السرقة والكذب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أستفسر عن الطريقة الفعالة للتخلص من عادة السرقة، حيث إنها فتاة في العشرين من عمرها، عزباء، تعيش مع أسرة متوسطة الدخل ووالداها محافظان نوعاً ما، لديها أشقاء، ومشكلتها الغريبة هي السرقة والكذب المستمر، فأصبحت معتادة الكذب بسهولة، والملفت للنظر أن الأسرة مستنكرة لفعلها هذا، ماذا يمكن أن يكون السبب لأنهم يوفرون لها كل ما تحتاج وأبواها عادلان في تربية أبنائهما؟
أرجو سرعة الرد.

ولكم الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Maha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فإن الإنسان يولد على الفطرة وغالباً ما يحدث التغير بعد ذلك، والأخلاق منها ما هو مكتسب، وهنا تأتي مهمة المربين والمصلحين، والصواب أن نجتهد في تغيير الصفات السيئة باستبدالها أو بتحويل مجاريها، فإذا عجزنا مثلاً عن تغيير صفة سرعة الغضب فإننا نجتهد في أن يكون في الله وفي طاعته، وقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يغضب إذا انتهكت حرمات الله، وكان ذلك يعرف في وجهه صلى الله عليه وسلم.

ونحن نلاحظ أن الأطفال يتفاوتون، فنجد طفلاً يعطي ما في يده من تلقاء نفسه وآخر لا يكتفي بما عنده حتى يستولي على ما عند أقرانه، فكل ما شاهد لعبة أخذها وربما ضرب صاحبها، وثالث يكتفي بما عنده لكنه لا يعطيه لغيره، وبالتربية والتوجيه بعد توفيق الله يحدث التغيير في الأخلاق وذلك بما يلي:-

1- معرفة منزلة الأخلاق في الإسلام وأنها أثقل شيء في الميزان، وأن صاحب الأخلاق الفاضلة أقرب الناس مجلساً من رسولنا صلى الله عليه وسلم.
2- مجالسة أصحاب الأخلاق الفاضلة، والقراءة في سير السلف وقبل ذلك التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم.
3- تكلف الأخلاق الفاضلة وحمل النفس على ذلك حتى تصبح عادة (وإنما الحلم بالتحلم).
4- محاسبة النفس عند الوقوع في تصرف سيء، ولا بأس من عقوبتها إذا فعلت القبيح، كأن يأخذ على نفسه أن يتصدق بريال إذا كذب.
5- المواظبة على الصلاة لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، وكذلك الإكثار من الصيام والصدقة وسائر العبادات.

وهناك أشياء تدفع الأطفال للكذب منها ما يلي:-
1- اعتماد أسلوب المحققين في التربية من الذي فعل كذا وكذا..
2- العقوبة الشديدة والقسوة الزائدة.
3- المشاكل الزوجية، وعدم الاتفاق على منهج موحد في التربية.
4- مجالسة الكذابين واستحسان الكذب من قبل أحد الوالدين والأقارب.
5- وعد الطفل بوعود وعدم الالتزام بها – ومن هنا كان حرص النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول للصحابية التي وعدت ولدها أن تعطيه شيئاً: (وماذا أردت أن تعطيه؟ فقالت: أريد أن أعطيه تمراً، فقال عليه والصلاة والسلام: والله لو لم تعطه لكتبت عليك كذبة).
6- الحرمان العاطفي الذي يدفع الطفل لعمل أشياء تلفت الانتباه أو ينتقم بها ممن حوله.

وهناك أسباب تدفع الأطفال إلى اعتياد السرقة منها ما يلي:
1- حرمان الطفل وعدم تحقيق رغباته.
2- تفضيل إخوانه عليه، عدم العدل بين الأبناء أو تفضيل الذكور على الإناث.
3- الخطأ في التوجيه فمثلاً: الطفل يأخذ أشياء عندما تعجبه، وهذا لا يصح أن يسمى سرقة لكن بعض الآباء والمعلمين يقولون له: لا تسرق أنت سارق فيمسك بالسلوك الخاطئ بدافع العناد، أو بسبب تسميته بالسارق.
4- خبث وشراهة في النفس.
5- مصاحبة أصحاب الصفات السيئة.
6- عدم التربية على الوضوح والمصارحة.
7- وجود هذه الصفة في أحد الأقارب.

وأما العلاج فينبغي أن نحرص في البداية على الإخلاص في الدعاء والتوجه إلى الله ومن الضروري أن تبين لها حرمة هذا العمل، وتأثيره على مستقبلها وسمعة أسرتها مع احترام مشاعرها وعدم عرض هذه المشكلة أمام الناس حتى لا نحطم في نفسها حاجز الحياء، وندفعها للاستمرار في هذا الطريق المنحرف.

والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً