الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتعرض للتوتر والشد العصبي والقلق يوميا.. ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

يوميا أتصفح الانترنت محاولا تشخيص حالتي، استقريت على أنني مصاب بالفصام البسيط بسبب نوبات تأتيني أعاني فيها من قصور إدراكي ولحظات هوس يليها قلق ووسواس من الناس أنهم يضمرون لي الشر، أو أنهم لا يريدون مجالستي بسبب حالتي النفسية ثم اكتئاب.

لدي بعض الأفعال التي قد ألاحظها بعد مدة من حدوثها قد تصل إلى أشهر، أفعال لا أدرك عواقبها سببت أضرارا للناس، ولي شخصيا، حيث تسبب لي تدهور الحياة الاجتماعية، ومشاكل كدت أن أسجن بسببها لولا الله والناس الطيبة.

أصبحت أوسوس من أي شخص يتعامل معي معاملة طيبة حتى أصدقائي الذين يدركون حالتي أصبحت أوسوس منهم، أيضا ضلالات الحب وضلالات أنني أستطيع قراءة نوايا الناس وتحليل شخصياتهم، فقدت الثقة بهم، كنت أتعاطى منشط الميث امفيتامين لمدة سنة تقريبا، ولكنني توقفت بعد أن كدت أسجن وبدأت أدرك عواقب ما فعلته.

لا أعلم هل أعراض الفصام كانت بسبب المنشط، أو أن الفصام لدي كان منذ الصغر، منذ أن كان عمري 11 سنة، وعلى مدى 4 سنوات كنت أتعرض للتوتر والشد العصبي والقلق يوميا بسبب ظروف معينة كانت تحصل في المنزل سببت لي تدهور المعدلات الدراسية، رغم أنني كنت أجد المدرسة مهربا من هذه المشاكل إلى أن زالت، ولكن التدهور الدراسي استمر إلى الثانوية حاولت أن أعمل بعد الثانوية، ولكنني لم أستطع تحمل أكثر من 3 أشهر في كل وظيفة عملت بها حوالي 5 وظائف.

بعد 4 سنوات من التخرج أرسلني والداي لإكمال الدراسة الجامعية، تغربت لمدة سنة ونصف، ورجعت بسبب الفشل الذريع، حيث لم أستطع إكمال دراستي بسبب الاكتئاب والقلق والتوتر وعدم التأقلم الاجتماعي مع الغرباء، والخجل من التعرف على ناس جدد، ومقارنة نفسي بالناس حتى أن الناس القليلين الذين تعرفت عليهم هناك أدركوا أن لدي مشكلة.

حاليا زالت الضلالات بعد توقفي عن المنشط من 6 أشهر، لكن التوتر والقلق والخوف والاكتئاب والوسواس حالتي متقلبة بينهم مع الغلبة للاكتئاب والوسواس.

منذ 10 أيام لم أخرج من المنزل لا أريد مقابلة الأصدقاء بسبب نظراتهم لي وحالتي وأفعالي السيئة التي علموا عنها، لا أريد أن أحرجهم بما أنني أعتقد أنهم لا يريدونني معهم.

نومي كما هو لم يتغير أنام 12 ساعة في اليوم نوما غير عميق، أشعر بأي حركة في الغرفة، ساعتي البيولوجية غير منتظمة ومتقلبة، لدي متلازمة الأرجل القلقة، لدي هوس نتف الشعر، لدي حبسة أو قلة في الكلام لا أجد موضوع أتحدث عنه، عاطل عن العمل.

عمري 26 سنة، استخدمت سيروكسات قبل سنتين، ولم أشعر بفائدة.

أرجو أن تصفوا لي دواء يهدئ أعصابي وأستطيع إيقاف التفكير؛ لأني أخاف أن أجن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ sadeq حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرض الفصام هو مرض عقلي يصيب التفكير أو له الخصائص التالية: وجود ضلالات فكرية، هلاوس سمعية، اضطراب في التفكير، واضطراب في الكلام، واضطراب في السلوك ويأتي طبعاً دائماً في سن مبكر، ويأخذ منحى معينا، أو قوسا معينا إذا لم يتم علاجه، أما موضوع أنواع الفصام فهي قد تختلف اختلاف أنواع الأعراض التي يعاني منها الشخص أو بمسار المرض أو هلم جرا.

ولكن حالياً أصبح الأطباء أكثر ميلاً في عدم استعمال أنواع الفصام، بل أنواع الفصام حذفت في التصنيف الأمريكي الأخير للأمراض النفسية، فالفصام هو الفصام وبغض النظر عن أنواعه، وعليه لا أرى يا أخي الكريم أنك تعاني من مرض الفصام، وما تعاني منه أشياء عديدة قد يكون بينها الشكوك والتوتر، ولكنك أيضاً تعاني من تقلب في المزاج، تعاني من وساوس وقلق، وتعاني من سمات شخصية، لا مشكلة في التعامل مع الآخرين.

الشيء الآخر المهم يا أخي الكريم الميث أفيتامين الذي استعملته لفترة طويلة سنة كاملة هو من المنشطات القوية ومادة الانفتامين معروف أنها مرتبطة بأنها تحدث اضطراب ذهاني شبيه بالفصام، -والحمد لله- كما ذكرت أنك قد توقفت عنه وزال أو زالت هذه الأعراض، فمعنى أنها أعراض الضلالات الفكرية والتشككات مرتبطة كانت باستعمالك الانفتامين، ولكن ما زالت تعاني من مشاكل أخرى مما أدى إلى أنك لم تستمر في الدراسة، ولم توفق في الدراسة الجامعية أو في العمل، وكما ذكرت أنك لازلت عاطلا عن العمل وتعاني من مشاكل أخرى ومشاكل النوم، اضطرابات النوم وهلم جرا.

يا أخي الكريم بكل هذه الأشياء لا يمكن وصف دواء محدد، وذلك للتشعب والأعراض التي تعاني منها، ولوجود أكثر من سبب لمعاناتك، فعليك بمقابلة طبيب نفسي؛ لأنه هو الذي سوف يقوم بعمل تقييم كامل وفحص الحالة العقلية من خلال اللقاء المباشر، ومن ثم وضع الخطة العلاجية لك سواء كانت دوائية أو نفسية.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً