الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نوبات هلع قليلة ولكنها أكسبتني الحزن على نفسي.

السؤال

السلام عليكم

أنا صاحبة الاستشارة رقم (2367689)، ذهبت إلى الطبيب النفسي، ووصف لي سيبراليكس الذي أوقفته منذ شهور:

علماً أني أعاني من نوبات هلع مؤخراً، لكنها قليلة مرة بالشهر أو مرة كل 40يوماً، حسب الظروف والضغوط النفسية.

المشكلة أني لا أريد أخذ الدواء، مع أني كنت أتناوله وأنا ممتعضة، والسبب الرئيسي لرفضي أني في عمر الخطوبة ويوجد احتمال خطوبة قريبة، ولا أريد أن أقول لخاطبي: إني أتناول أدوية نفسية، أحياناً أقول علّ زواجي سيحسن نفسيتي وينتشلني من الفراغ الذي أشعر به فلا داعي للدواء، وتارة أيأس من الزواج وأشعر أني لن أتزوج وتسوء حالتي.

السبب الآخر أني أخاف من الأدوية حيث لا يوجد دواء بدون آثار جانبية، أنا في سن صغيرة ولا أريد إكثار الأدوية، وأمي دائما تقول لي: لا أتناول الكثير من العقاقير، وعندها الحق في ذلك.

بالإضافة إلى أن السيبراليكس يسبب لي جفافاً شديداً في الفم، وهذا يسبب لي التهابات دائمة في الحلق.

بعد تناولي له 3 سنوات عادت نوبات الهلع، غير أني كنت أتناوله بسبب توتري من المذاكرة والامتحانات.

أشعر باليأس قليلاً وأشعر أني مقيدة بالدواء ولا أستطيع تركه.

طبيبي غير واضحة في خطة العلاج، يعني لا أدري كم من الوقت سأتناول الدواء! وصرت حزينة على نفسي حقاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ GAMa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أدوية القلق والرهاب الذي تتناولينها هي ليست مثل مضادات الذهان، فهي أدوية آثارها الجانبية قليلة، ولا يستمر في تناولها الإنسان إلى ما لا نهاية، يأتي اليوم الذي يتوقف فيه عن العلاج، وإن شاء الله لا تؤثِّر في خِطْبتك - أختي الكريمة -.

الشيء الآخر: هناك - كما ذكرتِ - من جانبك تعلُّق بهذه الأدوية، والحلّ - يا أختي الكريمة - في العلاج النفسي، فإن العلاجات النفسية مع اضطرابات القلق واضطرابات الاكتئاب الخفيفة والمتوسطة تلعب دورًا كبيرًا جدًّا في العلاج، وأحيانًا تكفي لوحدها للعلاج بدون تناول أدوية.

إذاً تحتاجين إلى جلساتٍ نفسية - أختي الكريمة - لتقليل الأدوية التي تتعاطينها، وإن شاء الله تتوقف أيضًا، لأن العلاج النفسي يُساعد في توقف الأدوية وعدم رجوع الأعراض حين التوقف من تناول الأدوية، فهناك عدة أسباب لجعلك تلجئين للعلاج النفسي، وأهمها هي الأعراض التي تعانينها قد تُعالج بالجلسات النفسية فقط دون الأدوية، فعليك في المرة القادمة حين تقابلي الطبيب أن تطلبي منه أن يحوّلك إلى معالج نفسي، وأن تسأليه عن المدة التي يجب أن تستمري فيها على الأدوية، وإن شاء الله مع العلاج النفسي ومع خطة علاجية تؤدي إلى التوقف عن الأدوية النفسية لا تستمرين فيها ولا تؤثِّر على حياتك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً