الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل كثرة الأدوية النفسية طورت المرض أم مرضي تطور؟

السؤال

السلام عليكم.

كان عندي قلق بسيط، فذهبت إلى طبيب نفسي، فأعطاني ٣ أدوية، فوجدت أن حالتي لا تحتاج إلى أدوية، فتركت الأدوية لمدة شهر ثم عدت إليها، وتناولت أدوية لتقوية الشخصية، وهكذا من أدوية إلى أدوية، وفي كل مرة أتوقف لشهر حتى أصبح مجموع الأدوية التي تناولتها ٢٥ نوعا.

وبعد ذلك فجأة عندما توقفت آخر مرة عن الأدوية أصبت بتشتت ذهن قوي، وعدم التركيز، وخوف وخمول كالذهان.

سؤالي: ما سبب تلك الأعراض؟ هل كثرة الأدوية طورت المرض أم مرضي تطور بعد خمس سنوات؟

ملاحظة: الأدوية جميعها كانت أدوية اكتئاب وفصام وقلق وغيرها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

أولاً يا أخي: لا بد أن يكون التشخيص دقيقاً، والمريض من حقه أن يعرف التشخيص من خلال السؤال المباشر للطبيب، نحن في زمن لا يحق للأطباء أن يخفوا الحقائق عمن يأتيهم طالب المساعدة، فإن كانت حالتك قلقا نفسيا؛ فالقلق النفسي علاجه بسيط، وكذلك الاكتئاب أيضاً يمكن أن يعالج، وحتى الذهان أو الفصام يمكن أن يعالج، وإن كان يحتاج لجهد أكثر.

بالنسبة للأدوية: الإكثار منها ليس جيداً، وأحد الأسباب التي يجد الإنسان نفسه يتناول فيها أدوية كثيرة هو التنقل بين الأطباء، أو عدم الصبر على دواء معين، واستعجال النتائج؛ مما يجعل الطبيب يصف دواء آخر وهكذا.

أيها الفاضل الكريم: قطعاً التوقف المفاجئ من الأدوية هذه أيضاً ليس أمراً محموداً، وأنا أعتقد أن الحالة التي وجدت نفسك فيها من تشتت ذهني، وضعف في التركيز، وخوف وخمول؛ هذه غالباً في الآخر ناتجة من الآثار الانسحابية التي سببتها هذه الأدوية التي كنت تتناولها، والتوقف عن الأدوية يجب أن يكون متدرجاً، والإنسان إذا كان يتناول أدوية عديدة يجب أن يسأل الطبيب عن كيفية التخلص من هذه الأدوية، هنالك برامج معروفة لكل دواء، ولا أعتقد -أيها الفاضل الكريم- أن هذا الأمر الذي حدث لك ناتج من ضرر من كثرة الأدوية.

الأدوية -الحمد-لله تعالى- بعد أن يتوقف عنها الإنسان تذهب من الدم، لكن تبقى تبعاتها مثل الآثار الانسحابية هذه. أنا أعتقد إذا تابعت مع طبيب واحد تثق فيه ويمكنك أن توضح له من البداية أنك لا تريد تناول أدوية كثيرة، دواء واحد قد يكفي تماماً مع تطبيق الآليات العلاجية الأخرى، التواصل الاجتماعي، ممارسة الرياضة، التفكير الإيجابي، العبادة المنضبطة؛ هذه كلها -يا أخي- وسائل علاجية، أن يطور الإنسان نفسه مهنياً، وثقافياً، واجتماعياً، تساعد كثيراً في علاج كل الحالات النفسية تقريباً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً