الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تريد الانتقاب ووالديها يرفضانه.. كيف تقنعهما؟

السؤال

السلام عليكم

اذا كانت الفتاة تريد لبس النقاب ووالدها رافض؛ لأنه يراه مستحبا، وبحجة أنها صغيرة، وتكمل دراستها، أو أنها تجلب الشبهات من الجانب الأمني.

مع العلم أنها تستطيع إقناعه مع الوقت، فعلاقته مع ابنته ومع ربه لا بأس بها، حتى أنه يصلي الفجر في المسجد.

سؤالي: هل يجوز لها أن تصبر حتى يقتنع؟ لأنها لا تريد مشاكل معه خصوصا أنها تدرس، وأنه لم يتبق لها سوى عامها الأخير في الثانوية، وتخشى أن يؤثر ذلك على دراستها، فهي تحتاج إلى نتائج جيدة حتى تلتحق بكلية الطب، كما أنها تقول أنها لما أصرت على النقاب هددتها أمها بفصلها من المدرسة القرآنية، وهي تريد حفظ القرآن كاملا قبل الالتحاق بالجامعة.

مع العلم أن الأسرة متوسطة التدين، وأن الأب كان في البداية مقتنعا حتى أنه أعطاها المال لتشتريه رغم أنه كان يراه مستحبا، ثم سأل إمام المسجد لا أعرف ماذا قال له، إلا أنه رجع يحدثها عن المشاكل الأمنية، وهي ترى أن هذا توهم ليس إلا؛ لأنه توجد بعض المنتقبات ولم يواجهن أية عراقيل، وهي تقول أن معارضة أخواتها البنات بسبب خوفهن أن يلبسهن الوالد هن أيضا، إذ كلهن يلبسن السراويل الضيقة ولما من الله عليها بالهداية لبست الجلباب، وأعجب الأب فأمر أخواتها بلبسه، وهن لا يردن ذلك فأصبحت العلاقة مشحونة بينها وبينهن، وتقول إن أباها غير رأيه بسبب تحريض أخواتها وأمها، ورأي إمام المسجد، حتى أنه يقول إنه رأى إمام المسجد مع امراته وكانت كاشفة وجهها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد اختلف العلماء في وجوب تغطية الوجه والكفين من المرأة أمام الأجانب، فمذهب الإمام أحمد والصحيح من مذهب الشافعي أنه يجب على المرأة ستر وجهها وكفيها أمام الرجال الأجانب؛ لأن الوجه والكفين عورة بالنسبة للنظر، ومذهب أبي حنيفة ومالك أن تغطيتهما غير واجبة، بل مستحبة، لكن علماء الحنفية والمالكية يفتون منذ زمن بعيد أنه يجب عليها سترهما عند خوف الفتنة بها أو عليها.

والمراد بالفتنة بها: أن تكون المرأة ذات جمال فائق.
والمراد بخوف الفتنة عليها: أن يفسد الزمان، بكثرة الفساد وانتشار الفساق، وهذا حاصل الآن في كثير من البلدان؛ ولذلك فالمفتى به الآن وجوب تغطية الوجه والكفين على المعتبر من المذاهب الأربعة لحصول الفتنة غالبا.

ويمكنك إقناع والدك بالحوار الهادئ معه، وتبديد مخاوفه الأمنية من لبسك للنقاب بوجود أخوات منقبات ولا مشكلة عليهن، كما يمكن لوالدك إن كان مثقفا أن يطلع على كتاب (عودة الحجاب ) للدكتور محمد أحمد المقدم، فقد فصل فيه الحكم، وجمع فيه الأدلة على ذلك، وأجاب عن بعض الشبهات حول الموضوع.

ويظهر أن والدك يثق في إمام المسجد والإمام لا يرى تغطية الوجه فاقتنع بفتواه، وظن أن هذا هو الحكم الشرعي، ولا مخالف له، ويظهر من وصفك لوالدك أنه بالحوار والتدرج يمكن أن يقتنع ويأذن لك به -إن شاء الله-.

ويمكن إقناعه أيضا أن الحجاب عبادة تتعبد به الفتاة لربها مثل ما تتعبد بالصلاة والصوم ولا يحق للأب أن يمنع ابنته من العبادة.

ويمكن إزالة مخاوف الأخوات والأم أن الموضوع يخصك أنت فقط لقناعتك بالتعبد لله بهذا الفعل، وليس بالضرورة أن يلزم غيرك به إذا كن غير مقتنعات بلبسه تعبدا لله وطاعة واحتساب الأجر منه على ذلك.

كما ننصح هذه الفتاة أن تستخدم الأسلوب الأمثل للإقناع والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن تكون قدوة حسنة في كل تصرفاتها، مع إحسان التعامل مع أخواتها والبر بوالديها؛ حتى تكون محبوبة عندهم، فيتأثر بها من أحبها ويقبل نصحها.

ولا تنسي الدعاء والتضرع إلى الله بإصلاح حال الجميع، فإن الهداية بيد الله سبحانه.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً