الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بأعصاب المعدة وباختناقات ووخزات في القلب.

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة بعمر 21 سنة، أدرس اللغة الإنجليزية في الجامعة السنة الثالثة من عائلة قروية متوسطة إلى فقيرة، أدرس في مدينة بعيدة عنهم. أريد أن أستفسر عن حالتي التي أصبحت مخيفة جداً لي، فمنذ عام وبعد توالي العديد من المشاكل والأحزان علي أصبحت فتاة ذات طبع سوداوي، وماتت الحياة بداخلي في الوقت الذي يستمتع فيه أقراني بحياتهم.

أصبحت أبكي بألم وبكثرة، وأحزن لوقت طويل، ولا شيء يسعدني.

إذا أصبت بتلك الحالة لم يعد يهمني شيء في الحياة، حتى دراستي فاشلة فيها حالياً، وعلاقاتي.

الأخطر أني لا يمر يوم إلا أفكر في الانتحار أو الهروب، بحيث أصبحت هذه الفكرة اعتيادية لدي ولا تخيفني!

أصبت بأعصاب المعدة، وباختناقات، ووخز في القلب، وتم تشخيصي بإصابتي بالعين، وأنا لم أعد أعلم إن كانت حالتي مرضاً روحياً أو جسدياً أو نفسياً، وما زاد تفاقم حالتي هو خبر زواج صديقتي المقربة، وبعدها عني أو ربما هذا مجرد سبب لأقنع نفسي بالحزن؟

علماً أني كنت عكس كل هذا في الماضي قبل بضع سنوات، أنا حقاً أحتاج جواباً لكل ما يقع لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نعيمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت في هذه السن الصغيرة التي تكثر الاضطرابات النفسية، وبالذات القلق والتوتر، وبالذات في جانب العلاقات مع الآخرين، وما تعانين منه - أختي الكريمة - هي مشكلة نفسية محضة، ليست روحية، أو جسدية.

ما تعانين منه هي مشكلة نفسية محضة، وفي مجملها هي أعراض اكتئاب واضح: التفكير في الانتحار، النظرة إلى الحياة بصورة سوداوية، وبعض الأعراض - أعراض القلق المتمثلة في أعراض بدنية في الجهاز الهضمي والاختناقات - .

ما تعانين منه هو مشكلة نفسية في المقام الأول - أختي الكريمة - وقد يكون سفر صديقتك المقرَّبة يلعب دورًا رئيسيًا في هذا الأمر، ولكن على أي حال: لو كان في الإمكان التواصل مع طبيب نفسي يكون أفضل، وقد تحتاجين إلى أدوية مضادة للاكتئاب، وأفضل دواء في مثل سِنِّك هو الـ (فلوكستين)، فلوكستين عشرين مليجرامًا، حبة أو كبسولة يوميًا بعد الغداء، مناسبًا جدًّا في مثل سِنك لعلاج حالات الاكتئاب النفسي، وتحتاجين طبعًا إلى فترة من الوقت حتى تزول هذه الأعراض، قد تحتاجين إلى ستة أسابيع أو شهرين، ثم بعد ذلك حتى بعد زوال الأعراض يجب عليك الاستمرار في الدواء لمدة ستة أشهر حتى لا تحدث انتكاسات، وبعد ذلك يمكن التوقف عنه بدون تدرّج.

أيضًا تحتاجين إلى جلساتٍ نفسية، تحتاجين إلى تواصل مع معالج نفسي، حتى تتحدثي عن مشاكلك ومشاعرك الداخلية، وبالذات فيما يتعلّق علاقتك بصديقتك وخروجها من المنطقة التي تعيشين فيها.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً