الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعقد صداقات جديدة وأكون ذا شخصية مهمة؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شابّ عمري 15، وقد عشت في طفولتي الأولى في بيئة أوضاعها وظروفها صعبة جدّا وغير مستقرة، حيث كثرت المشاكل والإهانات والعنف والصراخ والسب والشتم والتكسير، وقد تعرضت للإهانات الكثيرة والتي لا تحصى ولا تعد من قبل أهلي مما سبب لي اكتئابا وقلقا وتوترا وسلوكا غير جيد، كالانفعال والسب والشتم على أقل شيء، أي أنني أصبت بالحساسية، كما أصبت أيضا بفقدان الثقة في النفس، حيث أصبحت لا أستطيع التواصل مع الناس، ولا أثق بما كتبته في ورقة الامتحان مما سبب لي تراجعا.

بالنسبة لعدم استطاعتي التواصل مع الناس: أنا أريد عمل صداقات جديدة من نفس عمري أو أكبر مني بقليل، لذا حاولت التواصل معهم والتقرب إليهم لكن لم يتسنَ لي ذلك لعدم قدرتي على فعل ذلك، كالمعاق الذي لا يستطيع التحرك، حتى زملائي في دراستي سألوني لماذا لا أخالطهم ولا أتحدث معه؟

إضافة إلى أنني أخالط القليل من البنات فقط وأتحدث معهن، لأنني تربيت في وسط نسوي، فقد كانت عائلتي 90% نساء، وقد كانت لا تهتم بي بتكويني لشخصيتي، فقد كنت أعيش مع أمي وجدتي وعماتي وخالاتي، أما بالنسبة للأب فهو يعمل نهارا كاملا وأحيانا ليلا ونهارا، وقد كان لا يهتم بي أبدا، إضافة لإهاناتهم ونقدهم المتكرر لي كما قلت سابقا.

ما أريده الآن أن أتغير 180%، وأن أكون إنسانا ذا شخصية ممتازة وجيدة، أثق بنفسي جدا وأستطيع أن أتواصل مع الشباب الذكور وأعقد معهم علاقات صداقة متينة، وأن أعرف كيف أتكلم معهم؟ ومعرفة كيف يثير ما أقوله اهتمام الناس بي أكثر، أريد أن أتخلّص من الحساسية ومن السلوك السيء مثل: الانفعال على أبسط الأشياء، والكلام الذي يجعل الناس يملون ويبتعدون وينفرون مني، وأريد أن أكون إنسانا ذا هيبة وجميع الناس تحترمني، وأريد أن أتخلص من الخجل وأن أستطيع بدء الحديث مع الغرباء ومع الناس عامة دون قلق أو خجل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعلاً عندما يعيش الشخص طفولة صعبة فيها مشاكل، فيها عنف لفظي، فيها إهانات؛ فإنه عندما يكبر يكون شخصًا منعدم الثقة في النفس، ليست له قدرات تواصل مع الناس، ويجد صعوبة في تكوين صداقات، وكل هذا حصل معك، ولكن – أخي الكريم – يمكن تغيير هذه الأشياء، والحمد لله أنك أدركتها، وعازم على تغييرها، وفي استطاعتك فعل ذلك.

عليك – أخي الكريم – عدم الرجوع إلى الوراء، وعدم التأسي والأسف على ما حصل، وعليك أن تتطلع إلى المستقبل وانظر إلى الأمام، وتفاءل خيرًا، ابدأ بخطوات صغيرة حتى لا تفشل وتفقد الثقة، ابدأ بعلاقات بسيطة، مع صديقٍ مثلاً أو صديقين، وابدأ في التعرُّف على الناس، والتحدُّث معهم بصورة مبسَّطة ومتدرِّجة، وكلَّما كسبتَ صديقًا كلَّما زادت الثقة في نفسك، وإن شاء الله يتغيَّر وضعك، وتتخلَّص من هذا الخجل ومن ضعف الثقة.

الثقة – أخي الكريم – تنمو بالممارسة، كلَّما خطوت خطوة إلى الأمام ونجحت في تكوين صداقات وتحدَّثت إلى الناس وانقطعت عن العزلة؛ كلما اكتسبت ثقة في نفسك، وتزيد ثقتك في نفسك، وتتقدَّم إلى الأمام وتتطوَّر.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الأردن محمد

    نفس مشكلتي تقريبا.. اهلي ينتقدونني واحيانا يحصل بينهم شجار لمشاكل عائلية ولكنني لا اصاحب البنات وانا عمري 25

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً