الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تتصرف الأم حيال وقوع ابنتها في الخطأ؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا صاحبة الاستشارة رقم 236748، ولقد رد علي وعندي بعض الأسئلة على الرد: إنني أجد صعوبة في هدايتها لأنها أختي الكبرى، وأحس أنها تكرهني لأني أحاول هدايتها، وأريد أن أخبرك بنتائج هذه المشكلة التي أصابتنا وسوف أذكرها وأريد حلاً لها:

* دعاء أمي عليها، وليس لها، وأصبحت تدعو كثيراً عليها، والذي زاد الأمر سوءاً أنها قامت تدعو علينا أيضاً إذا خالفنا أمرها! مع العلم أن أمي أمية.

* استعمالها للضرب لتأديبنا، فكان يصاحب كلامها لنا ضرب ودعاء إذا خالفنا أمرها، ومع العلم أنها كانت لا تضربنا.

* ترديد أمي لكلمة (أنا ما ربيت)، (أنا ما عرفت أربي)، وتعتقد أن الضرب هو التربية، كل هذا بسبب مشكلة أختي الكبرى.

* كان من نتائج لسان أختي الكبرى صاحبة المشكلة التي تردد عبارات سيئة، وكانت لا تتكلم إلا بإعلاء صوتها حتى على أمي دون تقدير من تكلم، وطبعاً هذا لا يحدث مع أبي، كان أن العائلة اكتسبت هذه العادة خاصة أخواتي الصغيرات الثلاث، وأنا خائفة على أخواتي، فأختي الصغيرة 4 سنوات مقربة منها، فأصبحت تكتسب صفاتها، وأختي الأخرى أخذت تكلمنا بصوت عال وتضربنا نحن الأكبر منها، فهي المتأثرة بالكبرى، فكانت تعمل مثل حركاتها.

ومع العلم أن أختي الكبرى كانت تستعين بها لتتكلم بالسر مع الشاب ومراقبتنا من رؤيتها وما إلى ذلك، مع العلم أنها لم تكن تعلم مع من تتكلم، فما السبيل لحماية أختي الصغرى؟ أريد حلاً.

* أريد خطة لإعادة التوازن إلى بيتنا، وحماية أخواتي الصغيرات من الشر، أريد إخبارك أنني بدأت حيث قمت أحفظهن جزء عم.

وشكراً لكم كثيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك للمرة الثانية؛ فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن ينزّل رحماته وهدايته وبركاته على أسرتكم، وأن يشرح صدوركم للإيمان والحق، وأن يستر عليكم جميعاً في الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فأعتقد أن تصرفات والدتك ما هي إلا رد فعل لهذه التصرفات التي لم تكن تتوقعها من أخواتك، وهذه دائماً وسيلة العاجز عن التغيير، عندما يفقد القدرة والسيطرة على الموقف يعبّر عن سخطه وغضبه بأي وسيلة ممكنة، وهي فعلاً في وضع لا تُحسد عليه، وتشعر بأن تربيتها لكم قد ذهبت أدراج الرياح، وأنها لم ترب فتيات تتباهى بهنَّ مثل غيرها من النساء، فاعذروها وحاولوا التخفيف عليها بحسن المعاملة والسلوك.

وأما عن أختك الكبرى فأرى ضرورة الوقوف معها لأخذها وشرح الآثار المترتبة على سلوكها بصورةٍ هادئة ومتعقلة، وأن الشباب يزهدون فيمن تقدّم نفسها لهم رخيصة ولا يثقون فيها، وإنما يستغلونها لقضاء شهوتهم فقط، ثم يتخلون عنها، وهكذا من مثل هذا الكلام المعقول والمؤثر، لعل وعسى أن يصلح الله حالها، وأنا سعيدٌ جداً بمشروع القرآن الذي بدأتِه في المنزل، فاجتهدي ولا تتوقفي، ولا تيأسي لانصراف أخواتك الكبار عنك، فلا ينبغي أن يستسلم الحق للباطل تحت أي ظرف من الظروف، فاجتهدي وواصلي الإصلاح، وحاولي استمالة أختك الكبرى؛ لأنك بذلك ستكسبين الأسرة كلها إن شاء الله، وعليك بالدعاء والإلحاح على الله بصلاح حال الأسرة كلها، وأعتقد أن من حق والدك أن يستشعر ما يدور من وراء ظهره لعله أن يفيق من سكره وغيبته.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً