الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس الخوف من الجنون سيؤدي بي إلى الجنون، أنقذوني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 25 سنة، أعاني من عدة وساوس كالخوف من الجنون، لدرجة أنني لا أحس بطعم الحياة، وأخاف من عدم القدرة على النوم، لأني في بعض الأحيان أصحو مفزوعا، وأخاف أن أفقد صوابي ما يجعلني أقاوم النوم لساعات بعد الفجر.

كما أني لا أستطيع السفر والابتعاد عن البيت كثيرا، لأني أشعر بحاجتي لأسرتي في حالة تعرضي لمكروه، لأنهم يعرفون ما بي.

أرغب في الدراسة والعمل خارج بلدي، لكني خائف من ذلك، بالإضافة إلى شعور الخمول والتبلد في الأطراف، وأرق، وخوف يسيطر علي يدفعني لفعل أشياء غريبة، مثلا في مرة صعدت الحافلة، فوجدت شخصا أبكم، فبدأت أتحدث بصوت مرتفع لأتأكد من حالته، كما أني لا أرتاح وأشعر بضيق إن رأيت مجنونا، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم تعاني من الوسواس والمخاوف الوسواسية، وبالذات وسواس الموت الذي تحول إلى رهاب النوم، لأنك تعتقد أنك إذا نمت فسوف لن تصحو وسوف تموت، فصار عندك رهاب من النوم – أخي الكريم – وأيضًا أصبح عندك رهاب من السفر الطويل، كما ذكرت خوفًا من أن يحصل لك شيئًا ولا يكون معك أحد من أقربائك، وكل هذا مرتبط بوسواس الموت – أخي الكريم – فهذه الأعراض أو هذا الرهاب الذي حصل هو مرتبط بوسواس الموت، ولا بد من علاجه حتى تختفي هذه الأشياء.

والعلاج إمَّا أن يكون بالأدوية، أو بالعلاج النفسي، بالذات العلاج السلوكي المعرفي، والأفضل أن يكون بالاثنين معًا – أخي الكريم – أن تتناول أدوية وفي نفس الوقت تتلقى جلسات علاج نفسي، ومن الأدوية الفعّالة في هذا المجال دواء الـ (سبرالكس) عشرة مليجرامات، ابدأ بنصف حبة – أي خمسة مليجرامات – بعد الإفطار لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، ويجب أن تنتظر مرور ستة أسابيع حتى تختفي هذه الأعراض، وبعدها يجب عليك الاستمرار في الدواء لفترة ستة أشهر، ثم ابدأ بسحبه تدريجيًا، بسحب ربع الجرعة كل أسبوع، حتى يتم التوقف منه تمامًا.

وكما ذكرتُ الأفضل أن يكون الدواء مصاحبًا للعلاج النفسي، علاج سلوكي معرفي، حيث ستُعطى جلسات للتعامل مع هذه المخاوف المرضية والرهابات التي عندك بطريقة مُحددة حتى تتخلص منها – أخي الكريم – ويستحسن في موضوع النوم أن تتناول دواء (ميرتازين) خمسة عشرة مليجراما (حبة) ليلاً مع السبرالكس، لأنه سيساعد في النوم، وكلما نمتَ كلَّما قلَّ الرهاب والخوف.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً