الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من نوبات الهلع والقلق والتوتر؟

السؤال

السلام عليكم
أسأل الله أن يجزيكم خيراً على كل مساعدة تقدمونها للمرضى.

أنا شاب بعمر 30 سنة، متزوج ولدي أطفال، أعاني من القولون العصبي منذ 2006 م، عملت عدة فحوصات ومناظير، وكانت النتيجة سليمة، والحمد لله رب العالمين.

قالوا: إني أعاني من حالة نفسية، مع توتر وقلق، وخوف شديد، وعندي إمساك، وفِي بعض الأوقات إسهال، لكن حالتي ازدادت سوءاً بعد أن أدمنت على الكوفي والمشروبات الغازية، فصرت أشرب الكوفي والمشروبات الغازية لمدة شهر.

في صباح يوم من الأيام السيئة في حياتي قمت من النوم وأنا دائخ، وضربات قلبي سريعة جداً، خفت واتصلت لقريب لي وأخذني إلى المستشفى، وعندما وصلت كنت في حالة خوف وذعر شديد، أدخلوني بسرعة وعملوا لي تخطيط قلب، واستمريت في حالة ذعر في غرفة المستشفى لمدة ثلاث ساعات، وما أعطوني إلا سيريوم.

من شدة الخوف كانت ترتفع ضربات قلبي إلى 210، وتنزل إلى 150، وظللت في هذه الحالة لمدة ثلاث أو أربع ساعات حتى اتصل الإسعاف التابع للمستشفى الكبير، لأني كنت في مستشفى صغير، لما وصل الإسعاف أعطوني مهدئاً، ولله الحمد، خفت ضربات القلب، والتشنجات في جميع أجزاء جسدي، وصلوني إلى المستشفى وبعد ساعتين رجع قلبي إلى الطبيعي، ورقدت في المستشفى لمدة ثلاثة أيّام تحت المراقبة.

عملوا لي جميع الفحوصات، وكان كل شيء سليماً، ولله الحمد، لكن بعد أن رجعت إلى المنزل كانت الكوابيس المخيفة ونوبات القلق والهلع تأتيني كل يوم، وأرق وخوف شديد.

رجعت إلى الدكتور وأعطاني زاناكس وإسبرين، وقال: أرى أن تراجع مع دكتور قلب ودكتور نفس فهو أفضل، لأني مصاب بنوبات هلع وقلق، وأرق وأفكار سيئة جداً، وعندما تأتيني النوبات أتناول الزانكس، وكنت أتحسن لكن خفت أن أتعود عليها وأتركها، لكن حالتي ساءت كثيراً، وازداد عندي الغضب والخوف والقلق.

للأسف في المدينة التي أعيش فيها لا يوجد دكتور نفسي، إلا أني زرت دكتور نفس في مدينة غير التي أنا فيها، وأعطاني Clonazepam تحسنت قليلاً، ولكن سمعت أن هذا الدواء ليس جيداً، مع العلم أني عندما أكمل تناول الأكل ترتفع ضربات قلبي، والآن حياتي في جحيم، لله الحمد من قبل وبعد.

أرجو منكم النصيحة، وجزاكم الله خير الجزاء في الدنيا والآخرة، العفو منكم على الإطالة، حفظكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعاني من اضطراب الهلع، فما حصل معك هو نوبات هلع واضحة، تأتي في شكل قلق وتوتر وأعراض قلق شديدة، وخوف وذعر من أن يحصل للشخص شيء مثلاً أن يموت أو يغمى عليه، فهذه نوبة هلع، وتكرارها يعني أنك تعاني من اضطراب الهلع، واستمرار أعراض القلق والتوتر ما بين النوبات والخوف من أن تحدث مرة أخرى، كل هذه يا أخي الكريم، هي أعراض واضحة للاضطراب الهلع.

اضطراب الهلع علاجه بإحدى مشتقات الأس أس أر أيز، الزاناكس أو الكلونازيبان، كلها من فصيلة البنزوديازبين، نعم هي مهدئة، ولكنها لا تعالج اضطراب الهلع، والاستمرار عليها قد يؤدي إلى الإدمان، فدائماً حتى عندما نعطيها للمريض ننصحه بأن يستعملها لفترة أسبوعين، حتى تبدأ أدوية الأس أس أر أيز في العمل.

أفضل دواء لاضطراب الهلع هو السبرالكس، أو استالبرام 10 مليجرام، ابدأ بـ 5 مليجرام نصف حبة بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وحتى بعد زوال الأعراض التي يحتاج إلى فترة 6 أسابيع إلى شهرين بإذن الله، وعليك أن تستمر في العلاج لفترة لا تقل عن 6 أشهر، ثم بعد ذلك أوقفه بالتدرج بأن تسحب ربع الجرعة كل أسبوع حتى يتوقف تماماً.

إذا استطعت أن تجمع بين السبرالكس والعلاج السلوكي المعرفي يكون أفضل وأجود إن شاء الله، ويساعد على أن لا تعود الأعراض مرة أخرى عندما تتوقف من الدواء.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً