الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ساعدوني لأتخلص من نوبات الهلع من ارتفاع الضغط.

السؤال

السلام عليكم.

أشكركم على دعمكم الدائم.

أصبت بنوبة هلع مفاجئة منذ ثلاث سنوات، حيث أصبت بسرعة دقات القلب وتعرق شديد، فذهبت للطوارئ، وعملت كل التحاليل والفحوصات، وإيكو على القلب ورسم القلب، وتحاليل الغدة الدرقية، ووظائف الكلى والكبد، وكانت جميع النتائج سليمة، لكني ما زلت أعاني من نوبات الهلع.

بداية كنت أركز كثيرا على قياس نبضات القلب، والأن أصبح لدي رعب شديد وخوف من ضغط الدم، فلقد قرأت بأن نوبة الهلع تزداد من ضغط الدم، وكلما تحدث لي نوبة هلع أذهب للمستشفى وأجد الضغط فعلا عاليا، علما أني غير مصاب بضغط الدم، ولا أي مرض آخر، وكان دائما 120/80، لكن أثناء النوبات يصل 170/100 وأحيانا 160/110.

ذهبت لدكتور باطنة، وكتب لي كونكور 5 بلس، فشعرت بتحسن، ولكن عند مراجعة الطبيب أشعر بنوبة الهلع فيرتفع الضغط رغم استخدامي للدواء.

طلب مني الطبيب مراجعة طبيب نفسي، وقال الطبيب النفساني: إني أعاني من الرهاب والتوتر والقلق ونوبات الهلع، وكتب لي باراكوستين 20، وطلب مني التوقف عن تناول أدوية الضغط، ولكني أشعر بالرعب الشديد منذ أن أوقفته، وأحس بأني سوف أصاب بجلطة وأموت في الحال.

أرجوكم ساعدوني، هل يوجد علاج للنوبات التي تأتيني؟ فقدت الشعور بمتعة الحياة، وفقدت التركيز في عملي، وأصبحت أشعر بتعب دائم، وكل عارض صحي أفسره على أنه ارتفاع الضغط، حتى لو كان ألما في المعدة، أصبحت مصابا بوسواس الضغط، ماذا أفعل؟ أرجوكم ساعدوني، آسف على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نوبة الهلع معروفة تحدث فجأة، ويكون فيها أعراض قلق شديدة وخوف ورعب وزيادة في ضربات القلب وتوتر شديد، وطبعاً هي حالة نفسية في المقام الأول -يا أخي الكريم-، ولذلك الفحوصات عادة تكون سليمة، وهي تأخذ وقتاً محدداً وبعدها تنتهي، ويرجع الشخص إلى طبيعته، ولكن قد تكون هناك أعراض قلق وتوتر ما بين حدوث هذه النوبات.

أما بخصوص ارتفاع ضغط الدم -يا أخي الكريم-: فمعروف جداً أن التوتر يزيد في ضغط الدم، ولذلك الآن صار هناك تعميم للأطباء بأن لا يقوموا بقياس الضغط بمجرد حضور المريض إلى العيادة، أو إلى قسم الطوارئ، يجب أن ينتظر المريض على الأقل ربع ساعة حتى يهدأ ويزول التوتر، ومن ثم يقاس الضغط، لأن الضغط إذا قيس والشخص متوتر وقلق، فسوف يكون هناك ارتفاع في القراءة نسبة للقلق والتوتر.

أنا أتفق مع الدكتور النفسي اتفاقا تاما بأن تواصل في أخذ علاج البروكستين -يا أخي الكريم-، وهو علاج فعال للقلق والتوتر في نفس الوقت، ولأعراض الاكتئاب التي بدأت تظهر عندك الآن من قلة تركيز وتعب دائم، وبعلاج هذه الأعراض -بإذن الله- تستطيع أن ترجع إلى شغلك وتركز فيه، وعليك بعلاج نفسي علاج سلوكي لمساعدتك في وسواس ارتفاع ضغط الدم هذا، مع العلاج الدوائي الذي وصفه لك الطبيب النفسي، ولا بد -يا أخي الكريم- من المتابعة المستمرة مع الطبيب النفسي، والاستماع إلى نصائحه وإرشاداته.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً