الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغيير الصفات السلبية عند الأطفال

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أم لطفلين: بنت عمرها 6 سنوات، وولد عمره 3 سنوات، وأعاني من بخل ابني الشديد، فعندما يكون في يده أي شيء يأكله ولا يعطي منه أي أحد! حتى إذا كنت أنا أو أباه، مع ملاحظة أن ابنتي عكسه تماماً، وتعطي ما في يدها دائماً، فماذا أفعل مع ابني لأغير هذا الطبع الذميم؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الطفل يولد وعنده بعض الصفات؛ لأن الأخلاق منها ما هو جبلي ومنها ما هو مكتسب، فنجد بعض الأطفال لا يعطي ما عنده وبعضهم كلما شاهد لعبة أخذها وربما ضرب صاحبها، وبعضهم يعطي كل ما عنده، وهكذا.

ولكن هذه الصفات التي يخرج بها الطفل قابلة للتغيير أو التبديل وهذا في الإنسان والحيوان، وهذا هو الراجح الذي ذهب إليه علماء الأخلاق والسلوك، ولهذا جاءت الرسل وكانت المواعظ والتعليم والرياضة والتدريب.

الصواب أن نحاول تغيير الصفات السالبة فإن عجزنا حاولنا تغيير مجاريها لتكون في طاعة الله، فمن كان سريع الغضب يحاول أن يجعل غضبه إذا انتهكت حرمات الله، ويحاول أن يتفادى أسباب ومواطن الغضب ويجالس الحكماء، ويتذكر العواقب السيئة لشدة الغضب، ويدرب نفسه فإن الحلم بالتحلم والعلم بالتعلم ومن يتصبر يصبره الله.

لا بد أن نعرف أننا نكسب صفة حسنة مع كل خصلة سيئة نتركها، ولا داعي للقلق؛ فإن هذا الطفل صغير ولم يعرف آثار هذا التصرف، وليس عنده الخلفية الفكرية لهذا السلوك فهو لا يعرف ماذا تعني كلمة البخل؟ ولا أضرار البخل ولا يصح أن نسميه بخيلا؛ لأن هذا قد يرسخ في نفسه هذا السلوك.

أرجو أن يشاهد عندكم صفة الكرم، ويسمع منكم الثناء مع كل تحسن في هذا المجال مع ضرورة إشباع حاجاته حسب الاستطاعة حتى لا يشعر بالحرمان ويتطلع إلى ما عند الآخرين، وأرجو أن تحرصوا على تربيته على العفة، وإشعاره بالأمن والثقة، وعند ذلك سوف يزهد في الأشياء التي تحت يده ويبذلها للناس.

أرجو أن تكثروا من القصص التي فيها حديث عن الكرم والسخاء، وترددوا إلى جوارها عبارات مثل: المؤمن كريم، الله يجزي المتصدقين، الطفل الممتاز يعطي إخوانه وزملاءه من الحلوى التي عنده، الطفل المسلم يحب الخير للناس جميعاً، والمؤثر لإخوانه محبوب.

شكراً على الاهتمام، ونوصيك بالدعاء، فدعوة الوالدين أقرب للإجابة، ولا يهدي لأحسن الأخلاق إلا الله ولا يصرف سيئها إلا هو.

نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يجعل الصلاح ميراثاً في ذرياتنا إلى يوم الدين، ونسأله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً