الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متزوجة تعرفت على أجنبي بحجة الفراغ والاكتئاب

السؤال

عانيت من فترة من اكتئاب شديد وذهبت إلى دكتور أمراض نفسبة وأخذت العلاج من سنة، قد يكون زال الاكتئاب قليلاً ولكنه يعود بين فترة وفترة، أشعر بأن حياتي لا قيمة لها، وأنه ليس لدي هدف واضح في هذه الحياة، كنت أعيش حياة هانئة، ولكن عندما رحل زوجي ليعمل في مكان بعيد عن المنزل وأخذ لا يأتينا إلا كل 7 أيام، ويجلس معنا 7 أيام أخرى انقلبت حياتي.

أحسست بالفراغ والملل، أحسست أني لا فائدة لي، وليس لي شيء أشغل نفسي به إلا أن زوجي ذهب، وأن زوجي عاد! أصبحت حياتي انتظار في انتظار ووحدة وملل!

حاولت إشغال نفسي بشيء عسى أن أنسى بعض همومي حيث تعرفت على شاب، أحسست من خلال علاقتي معه بتأنيب الضمير وعدم الارتياح وأن زوجي لا يستحق مني كل هذا، فقطعت علاقتي به، وأنا الآن خائفة من الرجوع إليه في لحظة ضعف، أرجو مساعدتي ونصحي ورشدي كيف لي أن أشغل وقت فراغي؟

زوجي يرفض أن أعمل وأنا دائماً حبيسة المنزل، ليس لي أحد أزوره ولا أحب الزيارات كثيراً، وأيضاً تنعدم الوسيلة لأن أخرج من المنزل لأن زوجي أيضاً يرفض أن أتعلم القيادة، فهو لا يعرف بمدى حزني وألمي والملل الذي أشعر به والنقص في حياتي، إنني لم أكمل دراستي فهل أكملها الآن بعد أن أصبح عمري 25 سنة؟

أنا خائفة من فكرة الدراسة لأنني خائفة من الفشل وعدم مقدرتي على التوفيق بين الدراسة والبيت والأطفال وزوجي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الاكتئاب النفسي يُمكن علاجه عن طريق التفكير الإيجابي، والتقليل من السلبيات، واستثمار الوقت والحياة، وتناول الأدوية المضادة للاكتئاب.

لا شك أنني قد انزعجت جداً لتعرفك على رجلٍ آخر وأنت في عصمة الزوجية، هذا أمرٌ فظيع وخطير، ويجب أن يُعامل بالغلظة الشرعية التي يستحقها، هذه هي الوسيلة الوحيدة التي تمنعك من الرجوع لمثل هذا المسلك، ولا أجد مطلقاً أي مبرر لك للقيام بمثل هذا الفعل أو التفكير في القيام به مستقبلاً؛ حيث أن مثل هذا التفكير أخاف أن يكون دليلاً على أن توبتك لم تكتمل، وعليك أن تُراجعي نفسك في هذا السياق، وأن لا تجدي لنفسك أي نوع من المبررات، فلا الفراغ ولا الاكتئاب يمكن أن يكون وسيلة لتبرير ذلك.

لا شك أنه من الجيد أنك قد راجعت نفسك، فكل الأفكار السلبية يمكن التغلب عليها كما ذكرت سابقاً، فأنت والحمد لله لك زوج وذرية، وقد حُرم الكثيرين من ذلك، وهذا الزوج الفاضل يغيب عنكم بحثاً عن الرزق، فيجب أن تحفظيه دائماً في نفسك وبيتك وتقدري جهده.

أما بالنسبة لقضية الفراغ، فالواجبات أكثر من الأوقات، فعليك الاجتهاد في تربية الأولاد، والقيام بأعمال المنزل دون تأجيل، والاطلاع والقراءة نظامية كانت أو غير نظامية.

الشيء الآخر أرى أنك ستستفيدين كثيراً من الأدوية المضادة للاكتئاب، ومن الأدوية المفيدة لك إن شاء الله الدواء الذي يُعرف باسم (إيفكسر) وجرعته هي 37 ونصف ملغم لمدة أسبوعين، ثم تُرفع بنفس المعدل كل أسبوعين، حتى تصل الجرعة إلى 150 ملغم في اليوم، وتستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفضي الجرعة بنفس الطريقة التدريجية.

إذا لم تتحصلِ على الإيفكسر، فالدواء البديل هو (بروزاك) والجرعة هي كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر.

لابد من التمسك بدينك وعقيدتك، وهذا سيكون حافظاً وحافزاً لك للتغلب على الكآبة وعسر المزاج والتفكير السلبي.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر شيماء رضا

    يجب علينا ان نتقى الله عز وجل ولا نجعلة اهون الناظرين الينا

  • مصر ام محمد

    كلامك صحيح يا اخى ولكن والله ما فى شى يبدل غياب الزوج

  • السعودية ام عبد العزيز

    اصبري واستغفري فالله غفور رحيم واطلبي من الله الثبات فليس غير الله سيساعدك وألحي على الله بالدعاء وابتغي ماعندالله أسأل الله العظيم الفرج والعون لك ولي فلست وحدك من يعاني

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً