الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب انسداد الأنف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 24 سنة، أعاني من انسداد بالأنف طوال النهار، ويشتد عند الاستلقاء خصوصا بالليل، كما أنني عندما أستيقظ أحس بخمول وكأنني لم أنم كفاية، وأحس أن أنفي مغلق، كما يكون لدي بلغم في الفم.

يكون الانسداد غالبا بالتناوب، وأحيانا يكون في الجهة اليمنى فقط، يحدث التناوب بشكل كبير خلال نومي على الجانب الآخر، وقد يفتح الجانب في 5 دقائق ويقفل الجانب الآخر.

كما أحس بعدم راحة واختناق، خصوصا إذا جاء الدور على الفتحة اليسرى لتنغلق، لأن لدي اعوجاجا في الحاجز الأنفي على شاكلة c مايل للجهة اليمنى، وتقريبا يغلقها، خصوصا وأنه تتكون لدي قشور في الأنف فيحصل انسداد كامل تقريبا عندها.

أثناء ممارسة الرياضة أحس بتعب، لكنني أكمل وأعتمد كثيرا على التنفس من فمي، علما أني لا أعاني من أعراض الحساسية كدمع العين واحمرارها وسيلان الأنف أو العطاس.

أيضا أعاني من طنين خفيف في الأذن، وأسمع صوت فرقعة تزعجني في كلتا الأذنين عند البلع، وخصوصا اليمنى، وعند السفر في السيارة تغلق الأذنان، ويصبح عندي ثقل فيهما، ويضعف عندي السمع مع الإحساس بامتلاء الأذنين بالهواء، خصوصا إذا فتحت نافذة السيارة ولو بدرجة صغيرة محاولا تجديد الأكسجين داخل السيارة، وأتذكر يوما سافرت بالطائرة وعند الهبوط أحسست باختناق ونقص الأكسجين وبدأت أساعد بالتنفس من فمي، وانسدت أذناي وثقلتا لدرجة أنني كنت أضع السماعات وأسمع صوتا مرتفعا، وفجأة اختفى الصوت واستمر ذلك لثوان عديدة، ثم بدأ يرجع الصوت تدريجيا، وأنا لا أعاني من فوبيا ركوب الطائرة.

في الحقيقة هناك طرق أحاول استخدامها للتخلص من انسداد الأذن والفرقعة، كأن أغلق فمي وأنفي بأصابعي وأقوم بالزفير بقوة من الأنف، أحس كأن أذني تحاول أن تنفتح وتتوقف الفرقعة لدقيقة تقريبا، ثم تعود كما الأول.

هذا الأمر يسبب لي النسيان وضعف التركيز والتشتت عند الدراسة، كذلك الأرق بسبب انسداد الأنف، بحيث أحتاج أحيانا لساعات لكي أنام، ومما يزيد الطين بلة هذه الفرقعة تزعجني كثيرا كأن أذني مغلقة وتحاول أن تفتح أو ما شابه ذلك.

قمت بفحص طفيف للأذنين منذ سنتين، ولم يتبين عندي شيء، كما قمت بعمل IRM للأنف منذ سنة، وتبين أن لدي اعوجاجا متوسطا في الأنف، والطبيب قال لي أن الاعوجاج نسبته 30 أو 40 في المئة، والباقي سببته الحساسية، فتخوفت من إجراء العملية، وصبرت كل هذه المدة.

منذ المرحلة الثانوية في عمر 17 سنة، وأنا أعاني من نقص التركيز وعدم الاستيعاب بشكل كامل، مع دوخة أحيانا لثوان عند الجلوس طويلا ثم النهوض، وعدم الراحة عند التنفس، كذلك انسداد في الأذنين عند السباحة أو الركوب، حتى بدأ يتسلل إلي بعض الاكتئاب، ولم أكن أعرف السبب حتى العامين الأخيرين حين بدأ يتطور الأمر وأصيبت أذناي بصفير أسمعه أكثر أثناء النوم، ثم بعد شهرين أو أكثر بدأت الفرقعة المزعجة، فاضطررت للذهاب إلى الطبيب، ومن ثم فحص أنفي أيضا، فاتضح أن عندي اعوجاجا وتكون قشور في داخل الأنف، وأيضا إفرازات جافة.

فما هو تشخيصي؟ وبماذا تنصحوني؟ فأنا أثق في موقع إسلام ويب بشكل كبير.

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبالنسبة للانسداد المتناوب في الأنف: فهو ولا شك تالٍ لضخامة القرينات الأنفية المتناوبة، ففي الطرف الذي تنتفخ فيه هذه القرينات يحصل الانسداد، هذا الانتفاخ في القرينات يكون أشد في الطرف الأوسع من الأنف المعاكس لجهة انحراف الحاجز الأنفي، وكما ذكرت في سؤالك بأن لديك انحراف في الحاجز الأنفي باتجاه الأيمن، فهذا يعطي مجالا للقرين السفلي في الطرف الأيسر بالتضخم أكثر، وبالتالي يسبب انسداد الأنف أكثر، عادة يكون التضخم في القرينات الأنفية في الطرف الأسفل عند الاستلقاء على الجنب.

العلاج لهذه الحالة باستخدام بخاخات الأنف الكورتيزونية الموضعية، مثل: فليكسوناز، أفاميس، رينوكورت، وغيره، وطريقة الاستخدام هي كالتالي: نمسك بالبخاخ ونرجه جيدا ثم وبوضعية الجلوس نضع البخاخ في منخر ونغلق باليد الأخرى المنخر الآخر، ونضغط على البخاخ مع الاستنشاق السريع بحيث نأخذ كامل البخة لداخل الأنف بدون أن نسمح لها بالسيلان من مقدمة الأنف، يكرر نفس الطريقة للطرف الآخر مع التبديل بين اليدين بالنسبة للبخاخ، الجرعة النظامية هي بخة واحدة في كل منخر صباحا ومساء، ويجب الاستمرار على استخدام البخاخ بشكل منتظم وبدون انقطاع مطلقا طالما يرى الطبيب المختص ضرورة ذلك.

في حالة عدم الاستفادة من البخاخ، يمكن اللجوء للجراحة، وفي هذه الحالة لا بد من إصلاح حاجز الأنف وإعادته للخط المتوسط، وتصغير القرينات الأنفية، إما بالقص الجراحي أو بالليزر أو الكي الكهربائي.

بالنسبة للأذن وانسدادها عند السفر بالسيارة أو بالطائرة: فالسبب بالتأكيد يعود لنقص تهوية الأذن الوسطى عن طريق أنبوب تهويتها والذي ندعوه: نفير أوستاشيوس، هذا الانسداد في الأنبوب يؤدي لتراكم ضغط سلبي في الأذن الوسطى، ولا يمكن إزالته إلا بمناورة نفخ الأذن التي تعرفها والتي ندعوها بمناورة فالسالفا.

بالطبع هذا الانسداد في نفير أوستاشيوس يعود لاحتقان الأنف -سابق الذكر- بالقرينات وانحراف الحاجز الأنفي، والأغلب أن هذه الحالة ستتحسن بعد العلاج الدوائي أو الجراحي الذي ذكرته في الشق الأول من إجابتي، فإن لم يتحسن فالحل جراحي أيضا بوضع قنيات تهوية في الطبلة للسماح بتبادل الهواء والضغط بحرية على طرفي غشاء الطبل عن طريق مجرى السمع الظاهر.

بالنسبة لضعف التركيز: لا بد من استشارة اختصاصي الأمراض العصبية، ومن ناحيتي فالأغلب أن هذا الضعف في التركيز قد يكون راجعا لنقص الأوكسيجين النسبي الناتج عن مشاكل الأنف المذكورة لديك، وهذا سيتحسن بالتأكيد عند علاج الأنف بالطرق التي ذكرتها.

مع أطيب التمنيات لك بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً