الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أترك عملي الذي يبعدني عن زوجتي وابني؟

السؤال

أنا محاسب، أعمل في موقع في الصحراء، أرجع كل أسبوع يوم الخميس البيت، وأرجع إلى الموقع يوم السبت رغم أن طبيعة عملي لا تستلزم العمل في مواقع، طول الأسبوع بعيداً عن زوجتي وابني وهو بعمر سنتين.

أنا أرى في ذلك صعوبة؛ لأني بصراحة كنت أجامع زوجتي أكثر من مرة طول الأسبوع، وكذلك بعد ابني عني آلمني كثيرا، فأنا أنوي ترك هذا العمل والبحث عن عمل قريب.

فما رأيكم في هذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مؤمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يحفظك وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

بداية -أخي- لا بد أن نضع مقدمات صحيحة، وأن نأخذ بالأسباب السليمة حتى لا نندم على قرار أخذناه ولا رأي تبنيناه.

أولا: لك الحق الكامل في النظر إلى حاجتك الشرعية مع زوجتك، بل وتقديمها على غيرها إذا لم تؤمن الفتنة.

ثانيا: من حق ولدك عليك أن يأخذ إرثه الطبيعي منك: لعبا وثقافة وحضورا.

ثالثا: من واجبك ألا تضيع من تعول، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول)، وعليه فلا بد من الموازنة الدقيقة بين ترك العمل والبحث عن آخر، وهنا لا بد من سؤال أولي:

هل يمكن التفاوض مع الشركة بحيث تنزل مرتين أو ثلاثة إن كان في ذلك الكفاية؟ فإن أمكن فالحمد لله، وإلا فنطرح السؤال الآخر.

هل إيجاد عمل ولو بأجر أقل بجوار بيتك أمر متاح؟ فإن كان متاحا فإننا نحرضك على التعاقد الفوري معهم بعد الاستخارة شريطة ألا تقدم الاستقالة إلا بعد التأكد من العمل.

فإن لم تستطع إيجاد عمل الآن فإننا نرجو منك أن تفعل ما يلي:

1- أن تتناقش مع زوجتك بأريحية تامة في هذا الأمر؛ لأن القرار سيتأثر به الجميع.

2- أن تحاول الصبر على تلك المعاناة حتى تتحصل على عمل مناسب ولو بسعر أقل.

إذا لم تستطع الصبر وتوافق رأيك مع زوجتك على الترك، فاستخر الله تعالى وامض لما قررته، وعسى الله أن يجعل فيه الخير.

نسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يسعدك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً