الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التصرف مع جهل النساء في مسألة الشريعة والحقوق والواجبات؟

السؤال

السلام عليكم.

يوجد عدد كبير جدا من النساء الجاهلات في أحكام الحيض والصلاة من سجود السهو وأوقات الصلاة، وأحكام الزكاة، وأحكام النكاح والطلاق والعدة، وما يتعلق بخروج المرأة وهي في الحداد، وأحكام الرضاع وغيرها من أحكام الشريعة.

لم يقتصر جهلهن على الشريعة، بل تعدى إلى الجهل في الثقافة العامة، والجهل بطريقة الاعتناء بالجسم والصحة، والجهل بأعمال المنزل، فبعضهن لا تحسن الطبخ ولا الغسيل، والجهل بحقوق الزوج، والجهل بحقوق الإنسان، وحقوق الخادمات، وحقوق من هن تحت أيديهن.

فكيف تحل هذه المشاكل الكبيرة؟ وكيف تتكيف البنت التي جميع النساء اللاتي حولها هذا حالهن، ولا يقبلن النصيحة، وليس لديهن إرادة التغيير؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً نشكر لك – ابنتنا الكريمة – هذا الشعور وحمل همّ تعليم النساء أحكام الدين، وهذه علامةُ خيرٍ -إن شاء الله-، وينبغي أن تُتبعيها بما تقدرين عليه من العمل، وتذكير هؤلاء الأخوات ممَّن حولك بفريضة الله تعالى على الإنسان المسلم بتعلُّم أحكام دينه، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (طلب العلم فريضة على كل مسلم)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (إنما بُعثتُ مُعلِّمًا).

فتعلُّم أحكام الدين التي يحتاجها الإنسان في عباداته الواجبة، أو في أحكام أعماله حتى لا يقع في الحرام، تعلُّم ذلك واجبٌ وفرض، فرضه الله تعالى على عباده، وكثيرٌ من المسلمين والمسلمات يُصابون بغفلة عن هذه الواجبات، والمُوفَّق هو مَن سعى إلى إيقاظهم من هذه الغفلة وتنبيههم بهذه الواجبات، وفي ذلك أجرٌ عظيم، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله وملائكته وأهل السموات وأهل الأرض، حتى الحيتان في البحر؛ ليصلُّون على مُعلِّم الناس الخير)، وقال: (ومَن دعا إلى هدىً كان له مثل أجر من تبعه، لا ينقصُ ذلك من أجورهم شيء)، كما جاءت بذلك الأحاديث الكثيرة.

فنصيحتنا لك: أن تغتنمي وجود هؤلاء الناس لتكثير حسناتك ورِفعة درجاتك والتقرُّب إلى الله سبحانه وتعالى بالإحسان إليهنَّ، وبدعوتهنَّ إلى التعلُّم وتذكيرهنَّ بذلك، وربما صَعُبَ على كثيرٍ منهنَّ أن يتلقيْن منك أنتِ التعليم مباشرة، فيستحسن في هذه الحالة أن تُساعدهنَّ بإيصال صوت العلماء إليهنَّ، وفي هذه الأيام وبتوافر وسائل الاتصال وشبكة الإنترنت أصبحتْ العلوم سهلة وميسَّرة مبذولة، فبإمكانك أن تدخلي على المواقع المشهورة بالعلم الصحيح، وهي كثيرة -ولله الحمد-، منها موقعنا هذا (الشبكة الإسلامية/إسلام ويب)، ومنها موقع (الإسلام سؤال وجواب)، ومنها موقع العلَّامة الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله تعالى- ففي هذه المواقع وأمثالها كثير من المادة العلمية التي تحتاجها النساء في أحكام العبادات وفي غيرها، فإذا دلَلْتِ النساء على ذلك وحبَّبت إليهنَّ التعلُّم بذكر أجر التعلُّم وما يُعِدُّه الله سبحانه وتعالى من الأجر الجزيل لمن يتعلَّم دينه، فإنه بذلك سيُكتبُ على يديك الخير الكثير -بإذن الله-.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً