الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق قبل النوم ونوبات هلع، فهل أستخدم الزيبركسا 2.5؟

السؤال

السلام عليكم
دكتور عبد العليم.

منذ ثلاثة أشهر عانيت من قلق يأتيني حينما أنام، أو حين أكون على وشك الدخول في النوم، فذهبت لطبيب نفسي ووصف لي ريميرون نصف حبة قبل النوم، وأصبحت صحتي جيدة، ونومي جيدًا حتى جاء يوم وأصبت بنوبات هرع تأتيني على مدار اليوم مصحوبة بقيء وغثيان وقل وزني بسبب ذلك، فعدت إلى الطبيب، فأضاف لي سيروكسات 25 صباحا وبوسبار ثلاث مرات ونصف حبة ريميرون مساء.

تحسنت بعدها لمدة ثلاثة أسابيع، ثم انتكست حالتي مرة أخرى، فأعطاني لاميكتال صباحا ومساء، وتحسنت أسبوعا ثم انتكست مرة أخرى، فاقترح الطبيب أن يزيد جرعة ريميرون إلى حبة كاملة، وأضاف زيبركسا 2.5 مساءً؛ لأنه شخص حالتي ثنائي القطب، وهذه هي الانتكاسة الثانية، فقد جاءتني هذه النوبات في السابق، وتعالجت منها بفضل الله منذ 6 سنوات.

فما رأيكم في العلاج؟ مع العلم أني تحسنت لمدة أسبوعين وانتكست ولي 10 أيام على الزيبركسا وجرعة ريميرون الجديدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ماهيتاب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

معظم الاضطرابات النفسية – وبالذات اضطرابات القلق والاكتئاب – تحتاج لفترة حتى يشفى منها الشخص، وهذه الفترة لا تقل عن ستة أسابيع إلى شهرين، ومضادات الاكتئاب كلها (تقريبًا) لا تبدأ العمل أو لا يظهر مفعولها قبل أسبوعين، أي إذا أخذ أي شخص مضادًا للاكتئاب – من أي فصيلةٍ كانت – فعمله يبدأ بعد أسبوعين، ويحتاج إلى ستة أسابيع أخرى حتى نحكم له أو عليه.

فلا يمكننا أن نقول أن الانتكاسة حصلتْ بعد ثلاثة أسابيع من أخذ العلاج، إذ أن العلاج أصلاً لا يأتي مفعوله كاملاً إلَّا بمرور شهرين، وعندنا قانون في الطب النفسي: لا يمكن تغيير أي دواء إلَّا بعد مرور شهرين على استعماله، وهذه قاعدة ذهبية في الطب النفسي.

ولذلك أرى أن هنالك نوعا من الاستعجال منكِ، أو للأسف من الطبيب الذي يُعالج في زيادة الأدوية أو تغييرها في فترة وجيزة.

تحتاجين – أختي الكريمة – إلى تقييم شامل لتشخيصك التشخيص السليم، ومن ثمَّ إعطائك العلاج المناسب، وبعد ذلك تصبرين عليه.

الاضطراب ثنائي القطبية هو مرض واضح، إمَّا أن يأتي في شكل نوبة اكتئاب، أو نوبة هوس، وتشخيصه يتمّ على هذا الأساس: نوبة اكتئاب أو نوبة هوس، أو نوبات هوس دون اكتئاب، أيضًا يُشخَّص باضطراب وجداني ثنائي القطبية.

فكُلَّ الأشياء التي ذكرتيها – أختي الكريمة - هي تسير في أعراض القلق والتوتر والاكتئاب، لكنك لم تذكرين أي أعراض هوس، لا أدري هل حصلتْ لك نوبة هوس في الماضي أم لا؟ .. على أي حال: إذا كان التشخيص هو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية فالعلاج الأساسي هو أن يكون بمثبتات المزاج، وليس إلَّا.

فيا أختي الكريمة: تحتاجين إلى التشخيص السليم، ومن ثمَّ وضع الخطة المناسبة لك، والصبر على العلاج، وعدم التعجُّل والاستعجال في تغيير العلاج أو زيادة الجرعة، وإعطاؤه الوقت اللازم والمناسب.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً