الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وساوس قهرية مؤذية، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من وسواس منذ ثلاثة أشهر، والآن أعاني من وسواس الموت، ولكن بدأ يخف قليلاً لكن المشكلة أنه عندما أريد أن أفعل أي شيء أقول في نفسي: إن فعلت هذا فإني أتحدى الله أن يفعل لي كذا وكذا، حتى في أتفه الأشياء، وخصوصاً الموت!

لا أعرف إن كانت من النفس أو وسواس قهري؟ وهل أنا أتعمد ذلك؟ وصرت أكف عن كثير من الأشياء بسببها.

حتى عندما أردت أن أستمع للقرآن والرقية جاء في نفسي إن استمعت لها فإنك تتحدى الله بأن يفعل لك كذا وكذا، حتى إني بت أتعمد قول شيء في نفسي عند فعل شيء معين اجتناباً أن أقع في معصية الله، حتى في أذكار النوم!

كما أشعر بألم في القدمين وضيق في التنفس، وألم في القلب والصدر والبطن، وأقول في نفسي بأن جهنم تأكل قلبي كعقاب لي.

بدأ كل هذا حين شككت بأني لم أغتسل من الودي وبأن الصلاة باطلة، وخوف من أن تأتي الفكرة التي ذكرت قلت شيئاً في قلبي لكن عكس ما كنت أود أن أقوله، وهكذا بدأت معاناتي.

هل هو وسواس قهري؟ وهل سأحاسب على ما فعلت؟ وتعمد التفكير وبالأمس جاءتني وسوسة سب أكرم البرية محمد صلى الله عليه وسلم.

عشت ساعات من الكوابيس ظننت بأنه آخر يوم في حياتي، وجاءتني أعراض غريبة ظننت بأنها سكرة الموت، وهي الأعراض التي سبق وذكرت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خليلنوفيتش حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونحيي المشاعر التي دفعتك للسؤال، ونشكر رفضك لتلك الأفكار، ونبشّرك بأن ذاك دليل خير وتوفيق من الكبير المتعال، ونسأل الله أن يُصلح الأحوال، وأن يُحقِّق لنا ولك النِّيات والآمال.

يا بُني: أنت لستَ محاسبًا على الوساوس المذكورة، واحمد الله الذي ردَّ كيد عدونا إلى الوسوسة، بمعنى أن الشيطان لا يملك إلَّا أن يوسوس وأن كيده ضعيف.

أنت -ولله الحمد- مأجور على هذا الرفض والضيق، وهي نفس المشاعر التي قال عنها الصحابي للرسول صلى الله عليه وسلم: (لزوال السموات والأرض أحبُّ إليَّ من أن تكلَّم بما أجد)، وهنا قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ذاك صريح الإيمان)، ووجهه بأن يقول: (آمنتُ بالله)، وعلَّمه بضرورة التعوذ بالله من الشيطان، ثم وجَّهه بقطع تواتر الأفكار والانتهاء منها والانتقال إلى غيرها بقوله: (ثم انتهي).

أمَّا بالنسبة لتغيّر تلك الوساوس فالأمر طبيعي؛ لأن الشيطان يُغيّر خططه ويبدل حيله، فلا تنزعج ممَّا يحصل، واجتهد في سدِّ كل باب يفتحه الشيطان، وذلك بطاعة الرحمن، ومن خلال العمل بتوجيهات رسولنا الإمام.

نوصيك بأن تجعل التحدي والعناد للشيطان وتفقه في حيله وأساليبه، فالفقيه أشدّ على الشيطان من ألف عابد.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ثم بالإكثار من الذكر والتلاوة، وتجنّب الوحدة، فإن الشيطان مع الواحد، واجعل كتاب الله لك جليسًا، فإنه جليسٌ لا يُملّ، وصاحبٌ لا يغش، وما جالس أحدٌ كتاب الله إلَّا قام عنه بزيادة ونقصان، زيادة في هدىً، ونقصان من عمى وجهالة وضلالة.

نكرّر لك الشكر، ونسأل الله لك التوفيق والثبات والهداية، وبارك الله فيك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً