الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل سيأتي اليوم الذي أرتاح فيه من الوساوس؟

السؤال

السلام عليكم.

شاب جزائري، عمري 26 سنة، وقد راسلتكم من قبل -والحمد لله- فرحت بالرد وعملت بالنصائح، وما زلت أطمع فيكم؛ لأنه لي أكثر من 3 سنوات منذ أن راسلتكم.

حاليا أعاني من أحاسيس ومشاعر غريبة؛ إذ توفيت جدتي ودفنتها بيدي، ومنذ ذلك اليوم لم أرتح، ظهرت عندي وساوس عديدة كالهلع والخوف الشديد من الموت، وأشعر أن قلبي سيتوقف، وأنني لست بخير، وأراقب تنفسي دائما، وأخاف من انقطاع تنفسي، وأخاف من توقف قلبي، فجأة أخاف من المرض الخبيث، أحاول بشدة أن لا أترك صلاتي، أصليها ولكن للأسف بدون خشوع بسبب الخوف، أذهب للجامعة بصعوبة وعناء، وفور انتهائي من المحاضرات أرجع فورا للمنزل.

أحاول مصارعة هذه الأحاسيس، أحاول العيش كأي شاب طموح ومحب للحياة؛ لأن لدي أحلاما كثيرة لأحققها، وأريد أن أرتاح، فهل سيأتي يوم وأرتاح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بإذن الله سوف يأتي اليوم الذي ترتاح فيه مرة أخرى كما ارتحت من قبل، كل ما حصل معك الآن مرتبط بوفاة جدتك وأنها تُوفِّيتْ بين يديك – كما ذكرتَ – وطبعًا هذا أثَّر عليك، وعادت لك أعراض الهلع والخوف والقلق والتوتر، كل هذه أعراض قلق وتوتر، الخوف من انقطاع التنفس والزيادة الشديدة في ضربات القلب.

تحتاج – أخي الكريم – إلى علاج، وقد يكون العلاج النفسي أنسب لك، لأن هذا كله حصل بعد حدث مهمٌّ في حياتك، فتحتاج إلى علاج سلوكي معرفي، أو العلاج الاسترخاء – أخي الكريم – وإذا عرفت كيف تستعمل الاسترخاء - بالذات الاسترخاء العضلي – بإذن الله سوف تختفي عنك هذه الأعراض – أعراض القلق والتوتر – وارتحتَ.

وإذا كان هناك الحصول دواء يُسمى بـ (إندرال/بروبرالانول) أيضًا يُساعد على تخفيف ضربات القلب، ويمكن استعماله من عشرين إلى أربعين مليجرامًا في اليوم، بشرط ألَّا تكون مُصابًا بداء الربو، إذا كنت مُصابًا بالربو فلا يُنصح باستعمال الإندرال.

وهناك أشياء يمكن أن تعملها بنفسك، مثل المشي – أخي الكريم – فرياضة المشي يوميًا لمدة نصف ساعة تُساعد على الهدوء والسكينة وراحة البال، أيضًا الانشغال عن النفس بفعل أشياء حركية وملء الفراغ، وعدم الانفراد والعزلة والإنسان يكون وحده، فدائمًا عندما تكون وحدك تفكّر في هذه الأشياء، ولكن إذا انشغلت عنها فإن شاء الله كل هذه الأعراض تختفي مع العلاج النفسي، ومع استعمال الإندرال، ويرتاح بالك مرة أخرى.

وحول علاج الخوف من الموت سلوكيا يمكنك الاطلاع على: 261797 - 272262 - 263284 - 278081.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً