الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفل يكثر الحديث عن نفسه ولا يختلط بأحد، هل هو مريض؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أريد أن أسال عن طفل قريب لي، هو قوي الحفظ والذاكرة بشكل كبير، يبلغ 3سنوات ونيف، ولكنه يكرر الحديث عن نفسه، أي يقول محمد ضربني ويبكي، وهو هو محمد، وهو كثير التقليد لأي موقف حصل له، لا ينساه، ويكرره، فعندما ضربه أحد أقاربه مرة صار كلما أخطأ يضرب نفسه ويقول لنفسه ما قاله له قريبه، وعندما يعنفه أحد يكرر الكلام الذي يوجه له.

تفاعله أقل بقليل من الطبيعي، بالرغم من ذكائه وسرعة حفظه، علما بأنه لم يكن كثير الاختلاط بالأطفال من قبل، ولم يكن له أخ قريب له في السن، فكان شبه وحيد، ومع كثرة استعماله للهاتف الذكي وحديثا صار يتذكر موقفا لا إراديا، ويتعلق بأمه ويبكى.

السؤال: هل ما ذكرته يمثل حالة مرضية أم أنها في حدود الطبيعي؟ والطريقة الأمثل للتعامل معه، وقد ذكرت معلمته في رياض الأطفال أنه لا يتفاعل أو يحاول إلا إذا تم تحفيزه، يعني بجائزة أو مقابل، وقد ذكرت قوة حفظه، لأنه لا ينسى المواقف السيئة منها والجيدة، ويكرر السباب أو الشتائم إذا سمعها من أحد، وكذا أي مصطلح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdo saber حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن عادةً -أخي الكريم- نتجنب إلصاق أي مرض بطفل عمره ثلاث سنوات إلَّا من أمراض الطفولة الواضحة مثل التوحُّد وفرط الحركة والنشاط الزائد وهكذا، ولكن أي سلوك آخر نتجنب أن نُلصق أي مرض لأي طفل لم يتجاوز هذا العمر، لأن الطفل ما زال في مرحلة النمو وقد يتغيّر، ودائمًا الطفل بالذات السلوكيات المختلفة يكون نتاج البيئة التي يعيش فيها - أخي الكريم - وهذا واضح من الطفل الذي ذكرتَه.

أولاً: طبعًا كونه تربَّى بعيدًا عن الأطفال ومنعزلا فقد يكون هذا أثَّر بشكل ما فيما يُعاني منه الآن، ولكن بمجرد أن يعود إلى بيئة معافاة ويختلط بالأطفال فهذا سوف يختفي.

الشيء الآخر: استغربتُ جدًّا من أن يُعطى طفل عمره ثلاث سنوات هاتفًا ذكيًّا، ويُترك له العنان لكي يستعمله كيف شاء، طبعًا هذا إذًا يؤثِّر عليه، الطفل ليس في وضعٍ يؤهله من استعمال الهواتف الذكية حتى ولو كان ذكيًّا - كما ذكرتَ - .

الشيء الآخر -أخي الكريم- يجب دائمًا -وحتى ولو بطريقة غير مباشرة- ألَّا نُبدي إعجابًا -مثلاً- بأفعال يفعلها الطفل -كما ذكرتَ- كي يُكرِّر ويُنسب أي فعلٍ لنفسه، فهذا يجعله يزيد من هذه الأشياء، بل يجب علينا أن نتجاهل هذه السلوكيات السلبية ونُحفِّز السلوك الإيجابي عند الطفل، كلَّما تجاهلنا هذه السلوكيات والأفعال السلبية التي ذكرتها ولم نعرها اهتمامًا وحفَّزنا السلوكيات التي نُريدها، كلَّما تغيَّر واتجه الطفل في الاتجاه الصحيح، وهذا واضحٌ كما ذكرتَ من حديث المُدرِّسة بأنه يُحب دائمًا أن يُحفَّز لفعل شيءٍ ما، علينا الاستفادة من هذا الشيء في تحفيز السلوكيات التي نُريدها أن تستمر، والتجاهل التام للسلوكيات التي نُريدها أن تتلاشى، ولا نُحفِّزه عليها، والاهتمام بها يُعتبر نوعًا من التحفيز -أخي الكريم-.

نسأل الله العلي الكريم أن ينمو طفلكم معافى، فهو ما زال صغير السن، وكلما تحسّنت البيئة حوله، وكلَّما أحسنَّا التعامل معه، كلما تغيَّر وتطور وارتقى إلى الأفضل بإذن الله.

وفقكم الله وسدد خطاكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً