الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أختار شريك الحياة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نشكر لكم إتاحة الفرصة لنا، كي نستشيركم فيما أرهقنا فكراً وأقلقنا، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

هل أقبل الزواج بشاب، ينشر في حساباته على وسائل التواصل الإجتماعية مقاطع غير لائقة، منها ما هو استهزاء بالناس لغرض الضحك والفكاهة، ومنها ما فيها إيحاءات جنسية وإغراءات، وأيضا بغرض الضحك والتسلية، ولا ينشر ما هو مفيد أو فيه خير أبداً! وهذا ما اكتشفته بعد البحث عنه، وضايقني كثيراً، ولكني محتارة؛ لأن سمعته طيبة حين سألنا المقربين منه، سواء الجيران أو في العمل، كما أن أهله ناس طيبون بشهادة الجميع.

جزاكم الله عنا خير الجزاء، وألهمنا وإياكم الصواب والخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Kholood حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك ابنتنا الكريمة، وأختنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك الإهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لاشك أن الذى يحصل مرفوض، ولكنه لا يصلح سبباً لإيقاف مشروع الزواج من شاب حسن السمعة، بالإضافة لتميز أهله وأسرته بشهادة الجميع، وقد يصعب على الإنسان أن يجد شخصاً بلا نقائص، فكلنا بشر والنقص يطاردنا، ولكن إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث، وقد أحسن الشاعران وأجادا في قولهما:

ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها ** كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه

من ذا الذي ما ساء قط ** ومن له الحسنى فقط

وأرجو أن يعلم الجميع أن مواقع التواصل تجرئ الكثيرين على إرسال أو استقبال أشياء يصعب عليهم القبول بها في الواقع، والمؤمن ينبغي أن يدرك أنه مسؤول عن سمعه وبصره، وعن كل ما تخطه يداه، والأمر كما قال الشاعر الحكيم:

وما من كاتب إلا سيفنى ** ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه

نتمنى أن يتوقف عن التهاون بمثل تلك الأمور، فلا يقبل الضحك والمزاح بما فيه سخرية، أو بما يشتمل على ايحاءات جنسية، ونأمل أيضا أن تتوقفي عن التنبيش والتفتيش، ولا مانع من النصح العام دون إشعاره أنك تتابعينه، حتى لا ينكسر الحاجز ويتمادى.

وهذه وصيتنا للجميع بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، كما نرجو أن تعجلوا بالحلال، فإن فى إكمال مراسيم الزواج كف عن كثير من التجاوزات، ومن تزوج فقد استكمل نصف دينه، فليتق الله في النصف الآخر.

نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يعينكم على بناء أسرة تنشد الخير وتثبت عليه، ونكرر الترحيب بكم في موقعكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً