الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الأماكن العالية وكيفية التغلب عليه

السؤال

أنا أخاف بشكل كبير من الأماكن العالية حتى لو كان سورها عالياً، وأحس بأني سأسقط في أي لحظة، فما الحل؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

جزاك الله خيراً على سؤالك.

الخوف من الأماكن الشاهقة هو أحد المخاوف المعروفة، ويكون غالباً مكتسباً منذ الطفولة، وهذا النوع من المخاوف يُعالج بالمواجهة وعدم التجنب، وعليه أرجو أن تجلس يومياً في مكانٍ هادئ، وتتصور أنك في الطابق الأخير لإحدى البنايات العالية، مثل ناطحات السحاب، وتتأمل أنك تنظر إلى الأرض؛ أو أنك تقوم بنظافة الزجاج الخارجي لهذه البناية، ويجب أن تكون فترة التأمل هذه لا تقل عن نصف ساعة ولمرتين في اليوم، كما أرجو أن تقوم بالقراءة؛ ومشاهدة الصور فيما يقوم به رجال الدفاع المدني، من تسلقٍ للمباني الشاهقة، وإنقاذ حياة الناس في حالات الحرائق، فأرجو أن تتخيل أنك واحداً منهم، تقوم بمثل هذا العمل الإنساني.

هذه الطريقة في العلاج تُعرف بالعلاج السلوكي المعرفي في الخيال، بعدها ينتقل الإنسان إلى العلاج في الواقع، ويكون ذلك بالتدرج، فمثلاً يمكنك أن تذهب إلى بنايةٍ من عدة طوابق، وتقف يومياً في الطابق الأول لمدة نصف ساعة، ويجب خلالها أن تنظر إلى الأرض، وتكرر هذا الموقف لمدة 10 أيام على الأقل، ثم بعد ذلك تنتقل إلى الطابق الثاني، وتكرر نفس التمرين، ثم بعدها تنتقل إلى الطابق الثالث...وهكذا.

هنالك علاجات دوائية تُساعد في علاج مثل هذا الخوف، والدواء الذي سوف أصفه لك يعرف باسم زيروكسات، أرجو أن تبدأ بتناوله بمعدل نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة بواقع نصف حبة أيضاً كل أسبوعين، حتى تكون الجرعة حبتين في اليوم، وتستمر على ذلك لمدة 6 أشهر، ثم تبدأ في تخفيفها بواقع نصف حبة كل أسبوعين أيضاً.

أخيراً: أرجو أن أؤكد لك أن تطبيق العلاج السلوكي بصورةٍ صحيحة وملتزمة مع تناول الدواء، سوف يساعدك إن شاء الله كثيراً، وسوف تختفي هذه الوساوس بإذن الله.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً