الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تراجع في حياتي ودراستي مما جعلني انطوائية ومحبطة.

السؤال

السلام عليكم .

قد مضت سنتان لمساري الدراسي في التعليم الثانوي، ولا زلت أعاني من الضغط النفسي والتوتر والإحباط منذ دخولي إياها، حتى إن علاقتي الاجتماعية بمن حولي تغيرت، وثقتي بنفسي اضطربت، أصبحت شخصية متناقضة عن سابق عهدي بشكل كبير، ولم أجد الحل بعد، ففي كل مرة أحبط أكثر وخصوصاً في مرحلتي الدراسي؛ فقد كنت طالبة أحب الدراسة وأذاكر بشغف، ولدي ثقة لا تتجاوز الحد بنفسي، أما الآن فلا زلت أرى نفسي أتراجع، ولا أتحسن ولا أتعلم من خطئي السابق، وتجاربي أصبحت انطوائية معقدة الفكر، لا أطيق التعامل بمن حولي، ولا أكترث لأحد، وفي بعض الأحيان أندم على أفعالي.

أما على صعيد التحصيل العلمي؛ فهو السبب في الضغط النفسي والإجهاد، أشعر بضعفي حين أذكره، والآن بعد أن تبينت لي أهدافي أود معرفة نفسي وأحتاج لرفع معدلي، فقد اجتهدت، والآن في قترة اختبارات، لكن لا أرى مجهودي قد طبع على ورقة الامتحان، وخائفة جداً أن ينزل المعدل التراكمي، وقد رميت جميع أثقالي على الله، وتوكلت عليه، ولكي أتوكل ولا أتواكل أريد منكم مساعدتي في اجتياز هذه المحنة في حياتي، وسبب انخفاض معدلي وقلة إنجازي عن السابق، والحلول لأمضي في سلام مع نفسي؛ إذ أني أعيش صراعاً الآن دون تقدم، مع أني حاولت ولكن أشعر أني فاشلة وغبية ومرتبكة دائماً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

بشيء من تنظيم الوقت والإصرار والتصميم والعزيمة -إن شاء الله تعالى- تستطيعين تخطّي هذه المرحلة تمامًا.

التذبذب في المستوى الأكاديمي عملية معروفة، ويجب ألَّا تحسّي بالإحباط، ويجب أن تكون ثقتك في مقدراتك وطاقاتك كما كانت عليه فيما مضى، فما دام أن مستواك كان ممتازاً فيما مضى؛ فهذا يعني أن مقدراتك موجودة، هذه المقدرات في بعض الأحيان قد تقلّ، لكنها عملية عابرة ومؤقتة ستمرُّ وتنتهي إن شاء الله.

أول ما أنصحك به هو النوم الليلي المبكر؛ النوم المبكّر يعطيك فرصة عظيمة للراحة النفسية والجسدية، ويجعلك تستيقظين مبكّرًا؛ هنا سوف تحسِّين بأن طاقاتك متجددة، والبكور فيه خير كثير جدًّا.

بعد صلاة الفجر ابدئي في الدراسة، دراسة ساعة واحدة في هذا الوقت تُساوي ساعتين إلى ثلاث في بقية اليوم، حقًّا وحقيقة.

هناك إفرازات كيميائية إيجابية جدًّا تُفرز على مستوى الدماغ في هذا الوقت المبكر، خاصة إذا كان النوم الليلي نومًا جيدًا وبدأ مُبكّرًا، هذه أنصحك بها تمامًا.

عليك أيضًا بالقيام بتمارين رياضية مرتين في اليوم، كل مرة ربع ساعة، أي نوع من تمارين الإحماء حتى داخل المنزل سوف تفيدك، والتركيز على التغذية مهمٌّ جدًّا، وقسِّمي بقية اليوم ما بين الدراسة، والراحة النسبيّة، والترفيه عن النفس بما هو طيب.

الموضوع في غاية البساطة، وهذا يكفي تمامًا لأن تُرتّبي نفسك، لكن قطعًا الأمر يتطلب منك العزيمة والتصميم واستشعار أهمية العلم، والسلوك الإنساني لا يمكن أن نُجزِّئيه، لا يمكن للإنسان فقط أن ينجح أكاديميًّا ويفشل في بقية المهام والمهارات الحياتية.

النوم الجيد الليلي المبكر سوف يُعيد لك صحتك الجسدية والنفسية، والترفيه عن النفس سوف يُجدد تركيزك، والصلاة في وقتها تبعث فيك طمأنينة عظيمة، والجلوس مع الأسرة أيضًا مهمٌّ جدًّا لأن فيه دعما كبيرا.

إذا كان بالإمكان أن تُذاكري مذاكرة جماعية على الأقل مرتين في الأسبوع: هذا أيضًا يُمثِّلُ دعمًا أكاديميًّا كبيرًا جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً