الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدت الرغبة في الحياة والثقة في الدواء بسبب نوبات الهلع!

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 51 سنة، أصبت بنوبات الفزع (الهلع) panic attack لأول مرة منذ 12 سنة، واستخدمت دواء (cipralex 20 mg ) يومياً لمدة 10 سنوات بدون توقف، خوفاً من عودة الحالة، وانقطعت النوبات طول تلك المدة.

منذ سنتين رجعت لي الحالة بشكل آخر، وهو اضطراب القلق العام generalized anxiety disorder حسب تشخيص الأطباء، وذلك بعد إصابتي بالتهاب رئوي حاد لمدة أسبوعين، مع حرارة عالية، والآن أستخدم دواءين يومياً:
‏1- cipralex 20 mg
‏2- Seroxat 20 mg

كذلك أستخدم (xanax) بشكل قليل عند الضرورة، وتحسنت حالتي بنسبة 50٪‏،‏ ولكن لم أشف بشكل نهائي، ولا يمر يومان بدون نوبة من الخوف والقلق والإحباط، وضيق التنفس، وتوقع الأسوأ مثل سكتة قلبية أو ذبحة صدرية أو إغماء أو فقد السيطرة أو الموت...الخ.

علماً أني جربت العلاج المعرفي السلوكي لفترة محدودة، وكانت الفائدة قليلة.

الآن أنا في قمة الإحباط واليأس، فقدت اللذة والرغبة في الحياة، ولا أستطيع السفر، وكرهت العلاقات الاجتماعية، وفقدت الثقة في الدواء.

أريد أن أستمتع بحياتي فيما تبقى لي من العمر أو على الأقل أعيش بدون خوف ورعب وهم وحزن وإحباط، فهل هناك حل لوضعي؟ وهل تنصحوني بتغيير الدواء؟

أرجو منكم المساعدة، وفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي، المعروف أن هذه الحالات قد ترجع في بعض الأحيان، والذي أصابك هي هفوة من القلق وليست نوبات هلع، ويظهر أنه أصلاً لديك شيء من الاستعداد للقلق العام، والقلق يا أخي يمكن أن نوظفه لنجعله قلقاً مفيداً بأن تمارس الرياضة، مثل رياضة المشي؛ فهي في مثل عمرك أمر رائع جداً، وأن تحسن إدارة وقتك لصرف انتباهك عن صغائر الأمور وكذلك الفراغ، والتواصل الاجتماعي مهم جداً أخي الكريم.

يجب أن تكون حسن التوقعات، وحين تأتيك خاطرة حول القلق في بداياتها غير مكانك، أدخل على نفسك فكرة؛ لأنك إن تركت الخاطرة سوف تتجسد في شكل فكرة، والفكرة حين تتمكن تتحول إلى صورة ذهنية كاملة، وهذا قطعاً يعني أنك قد مكنت هذه الظواهر النفسية من ذاتك، بخلاف ما إذا تصرفت في البداية بأن صرفت انتباهك بأي وسيلة، بعض الناس يصرفون الانتباه عن طريق التدبر أو ما يسمى Mindfllness هذا نوع من التدبر الممتاز الذي يصرف الانتباه عن التوتر والقلق السلبي.

التدريب على تمارين الاسترخاء يجب أن يكون جزءا من حياتك أخي الكريم، إذا دربك أحد المختصين هذا أمر جيد، وإذا لم يكن ذلك ممكناً هنالك كتيبات وأشرطة وسيديهات كثيرة جداً في المكتبات وكذلك مواقع الإنترنت.

أخي، هذه سبل علاجية مهمة جداً لإزالة القلق والتوتر، وكذلك لإزالة الشعور بالكدر والحزن، لأن الاكتئاب في سنك يأتي للناس، فأرجو أخي الكريم أن تكون إيجابياً في كل شيء وتطبق ما ذكرته لك من إرشاد.

ربما يكون تناول الزيروكسات مع السبرالكس في ذات الوقت أمرا ليس مطلوباً مع احترامي لمن نصحك بذلك؛ فقد يكون هنالك نوع من التفاعل السلبي على مستوى التمثيل الأيضي للأدوية؛ لذا أنا أرى أن تتناول الزيروكسات سي أر، وتبدأ بالتوقف عن السبرالكس تدريجياً خفضه إلى 10 ثم بعد أسبوع أو أسبوعين إلى 5 مليجرامات لمدة أسبوعين ثم توقف عنه.

ابدأ الزيروكسات 12.5 ملجم، وبعد 10 أيام اجعلها 25 ملجم هذا هو الزيروكسات سي أر، ربما يكون أفضل وإن أردت أن تأخذ السبرالكس لوحده أيضاً هذا جيد، لكن بالنسبة لنوعية أعراضك هذه أعتقد أن الزيروكسات بالجرعة التي ذكرتها لك وهي "زيروكسات سي أر 25" قد يكون جيداً جداً بالنسبة لك، وتدعمه بعقار آخر وهو الترازيدون تتناول 50 ملجم ليلاً.

هذا يا أخي قطعاً يزيل الكدر وإن شاء الله تعالى يساعدك في التحكم في هذا القلق العام، والذي يمكن أن نوظفه ليصبح إيجابياً.

نسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً