الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعالج أولادي نفسيا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع، ونفع بكم.
استشارتي هي أن عندي بنتا وولدا، أعمارهم 8 و9 سنوات، كلاهما يأخذان علاجا نفسيا، الولد عنده فرط حركة وعدوانية، والبنت عندها اكتئاب وعدوانية، وعناد شديد، مرة كلامها حِكم، وتقول "هذه كاملة عقل -ما شاء الله-" ويوما تكون عنيدة، وقليلة أدب، ولا تحترم أبا ولا أما، كأن ما عندها عقل، وتخرب وتقطع الكتب، وتضرب أختها الصغيرة، وهي وأخوها في البيت 24 ساعة شجار وضرب، وكل واحد ينتقم من الثاني، مع أنهم يأخذون علاجا نفسيا، الولد يأخذ شراب رسبريدال و2 مل يوميا، وحبوب اميبرامين، والبنت تتناول حبة ريسبيدون 1جرام يوميا، وريدون جرام، لكن ليس هناك تحسن.

الولد والبنت يوما يكونان هادئين، ويومان ينتكسان، لا يحافظان على الصلاة، ويعيشان بفوضوية لدرجة أنهما تسوء حالتهما وتتطور، ولم يكونا كذلك، فقد كانا عكس ذلك، وعندهم تبول لا إرادي ليلي، جاء مع تطور حالتهما، حياتي معهم مرة صعبة، فقد سببوا لي القلق، وصرت آخذ علاجا نفسيا بسببهم.

هل جرعاتي لهم صحيحة؟ مع أنها من دكتور، لكني لا أرى تحسنا واضحا، وهما يأخذان العلاج منذ فترة، الولد منذ سنة، والبنت لها 6 شهور تقريبا.

الله ينوركم نوروني؛ لأني تعبت منهم، لدرجة أني أحس أنها عقوبة لي من الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تفاؤل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما يعاني منه ولدك وابنتك هو اضطرابات سلوكية في المقام الأول، والاضطرابات السلوكية عند الأطفال أسبابها كثيرة، ويجب تقييم الشخص حتى يُعرف ما هو مصدر الاضطراب السلوكي، ومن أكثر الأشياء التي يجب معرفتها وبالذات في هذه السن الثامنة والتاسعة، أن نعرف هل لهذا علاقة بالذكاء؟ وهل يعانيان من صعوبات في التعلم؟ ويعرف هذا باختبار للذكاء، وهل يذهبان للمدرسة؟ وما هو أداؤهم في المدرسة؟ المهم يجب أن نعرف السبب الذي يؤدي إلى هذا الاضطراب السلوكي عند طفليك، وبعد ذلك يكون العلاج.

أما بخصوص ما يتلقيانه الآن من رزبيريادول أو ريدون، فهذا كله للتهدئة، وليس علاجا للمشكلة، الأطفال حساسون جداً لموضوع الأدوية النفسية، ولذلك كثير من الأطباء لا يحاولون أن يعطوا جرعة كبيرة لكي لا يتأثر النمو عند الطفل، وقد تكون الجرعة التي يأخذونها غير كافية لتهدئتهم، ولكن كما ذكرت هو في المقام الأول والأخير هو ليس علاجا، ولكنه مهدئ، والعلاج في كثير من الأحيان قد يكون علاجا نفسيا.

العلاج النفسي وبالذات العلاج السلوكي المعرفي يجب أخذهما إذا كان في الاستطاعة، وإذا كان في البلد الذي تعيشين فيه مراكز لعلاج الأطفال، حيث يتم التركيز فيها على العلاج النفسي، هناك معالجون نفسيون مدربون لكيفية التعامل مع هذه السلوكيات من خلال التحفيز والترهيب، أو التحفيز، أي تحفيز السلوك الطيب وعقاب السلوك السيء، والعقاب ليس من الضروري أن يكون عقاباً جسدياً، بل العقاب قد يكون حرمانا من أشياء يحبونها، أو حرمانا من نقود مثلاً أو هكذا.

وتحفيزهم عندما يفعلون شيئا طيبا، فيجب عليك أخذهما لإحدى هذه المراكز لتدريبهما ولمساعدتك أنت أيضاً -يا أختي الكريمة-، أنا أتفهم أنك تعانين من وجود طفلين بهذه المشاكل، والمراكز هذه تقدم دعماً للأمهات دائماً، ويساعدونك في كيفية التعامل مع الأطفال في المنزل، وماذا يجب عليك فعله عندما يتشاجران وعندما يثوران وهكذا، ليس العلاج بالدواء وحده -يا أختي الكريمة- الدواء مهدئ، العلاج المهم هو العلاج النفسي السلوكي المعرفي.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً