الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب فقدان الحماس الدراسي سريعا؟ وما علاج هذه المشكلة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا في المرحلة الثانوية، مشكلتي أني أذاكر يوما وفي اليوم التالي أفقد حماسي وأشعر بإحباط، أحاول كثيرا أن أحفز نفسي وأتذكر أهدافي.

كنت متفوقا في المدرسة، ومنذ سنتين صرت أحلم كثيرا بقطط لها عيون واسعة، وأفاعي، وحيوانات مختلفة، وقد قمت بالرقية لكن الأمر ازداد سوءا، وتبين أيضا أني أعاني من نقص الفيتامينات، وصرت (أنقرف) من كل شيء، وصار ملاذي الوحيد لعبة كنت ألعبها منذ زمان وما زلت أحبها.

مستواي تراجع، وأحس بإحباط، ومازلت أحاول حل المشكلة لكني لا أستطيع، علما أن الأحلام خفت، وصرت ألعب كثيرا، وتركت أصدقائي، وأريد أن أغير حياتي؛ لأن وضعي لا يطاق، فبماذا تنصحوني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رعد العرب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالموضوع في غاية البساطة، أنت لديك رغبة أكيدة للتعلم، وتفهم قيمة العلم، ويجب أن تتخيل نفسك بعد خمس إلى ست سنوات من الآن أين موقعك؟ ومن أي الجامعات تخرَّجت؟ وما هو تخصصك؟ وكيف تدخل سوق العمل؟ والزواج؟ انتقل بنفسك لهذا النوع من التفكير، فهذا يُدعم عندك أهمية الأهداف، وتغيير طريقة التحصيل الدراسي مهمَّة لتقضي على الملل والضجر.

وجدنا من خلال ملاحظاتٍ علمية دقيقة وأبحاث أن أفضل وقت للدراسة هو الصباح، فترة البكور، والبكور فيه خير كثير جدًّا، المواد الكيميائية الإيجابية الدماغية تُفرز في فترة الصباح، حتى الهرمون الذي يُسمى (هرمون السعادة/إكستوكسن) كثيرًا ما يُفرز في فترة الصباح لدى الكثير من الناس، والتحصيل العلمي إذا كان لمدة ساعة واحدة في الصباح أفضل من ثلاث إلى أربع ساعات في بقية الأوقات، فلذا أنا أريدك أن تضع خارطة ذهنية جديدة تُدير من خلالها وقتك.

أولاً: تنام مبكّرًا ليلاً، النوم الليلي المبكر يجعلك تحس براحةٍ ممتازة في الصباح، يحدث ترميمًا كاملاً لخلايا الدماغ، وتستطيع أن تنهض مبكَّرًا وأنت كلَّك طاقات وتفاؤل، إذًا نم مبكّرًا، واستيقظ مبكّرًا، تؤدي صلاة الفجر، وبعد الصلاة تأتي وتقوم بالاستحمام، واشرب كوبًا من الشاي، ثم تجلس وتدرس قبل ذهابك إلى المدرسة، تدرس لمدة ساعة في هذا الوقت المبارك، وادرس على الأقل ثلاث مواد، ليس مادة واحدة، كل مادة أعطها عشرين دقيقة، وهكذا في اليوم الذي يليه، هذه طريقة ممتازة، طريقة رصينة مُجرَّبة.

أنت حين تذهب إلى المدرسة وقد قمت بهذا الإنجاز - أي التحصيل الدراسي والمذاكرة في فترة الصباح - قطعًا سوف تحس براحة نفسية كبيرة وأنت جالس في أثناء الحصة سيكون استيعابك أفضل؛ لأنك قد أنجزت، وقد استفدتَّ من البكور.

وبعد أن تعود من المدرسة تناول طعام الغداء، وخذ قسطًا من الراحة، وبعد صلاة العصر يمكن أن تدرس مرة أخرى، ثم تُرفه عن نفسك، تمارس شيئًا من الرياضة، تجلس مع الأسرة، ثم بعد ذلك اختم اليوم بدراسة ومذاكرة لمدة ساعة إلى ساعة ونصف قبل النوم، ثم قم بأذكار النوم ونم ببسم الله تعالى، وهكذا، قمة البساطة، هذا يُدعم الدافعية، يجعلك تبدأ بداية صحيحة منذ الصباح، ممَّا يُحسِّنُ كثيرًا من استقبالك للمعلومات، وانشراح صدرك، وزيادة قابليتك.

وأنا أنصحك أيضًا بالدراسة الجماعية مع بعض الأصدقاء مرة إلى مرتين في الأسبوع، والرياضة مهمَّة جدًّا، التغذية السليمة مهمَّة جدًّا.

لا بد أيضًا أن تقرأ وردًا من القرآن يوميًا، نصف جزء مثلاً، أو جزء، القرآن يُحسِّن التركيز، ويُحسِّن الدافعية عند الناس. واسعَ دائمًا أن تكون بارًّا بوالديك، هذا أيضًا يعطيك دافعية إيجابية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً