الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع تقصير والدي وعصبيته؟

السؤال

السلام عليكم

الوالد دائماً عصبي، ويسيء معاملتنا، ويحرجنا أمام أي شخص، ولا يعطينا من المال ما يكفي للجامعة، وعندما نشتكي للوالدة تغضب علينا أيضا، وتسييء إلينا، مرات أتحمل وأسكت، وأحيانا أرد عليهم، ولكن والله الوضع بقي صعبا، كل يوم العصبية تزيد علينا أكثر، هل الغلط منهم أم مني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منذر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحباً بك -أخي الكريم-، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، والجواب على ما ذكرت:

بداية، اعلم -أخي الكريم- أن الواحد منا لو كان له أحد الأبوين ما زال حياً، فهذه نعمة عظيمة، وعليك أن تبذل السبب لكي ترضي والديك ففي ذلك خير الدنيا والآخرة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ : "رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ "، قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ، أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ"، رواه مسلم، فالخسارة والخزي يوم القيامة لمن فاته هذا الخير بتركه البر.

- أما ما تشكو منه من شدة غضب وسوء المعاملة من الوالد، فهذا الأمر لا يخلو من حالتين، إما أنك مقصر في طاعته، أو أن لديك مرض من حساسية ونحوها تجعله معصبا، والذي عليك عمله بداية عليك بالتحلي بالصبر الجميل، ولا تظهر حزنك أمام الوالد وحاول أن ترضيه بكل ما تستطيع مما يأمرك به من طاعة الله، وكن قريبا منه كلما دخلت أو خرجت مررت عليه وقبلت رأسه، اجلس بجواره بين فترة وأخرى، واستمع مصيغا لما يتحدث به عن شبابه، حاول أن تهدي له هدية يحبها، أكثر من الدعاء له في ظهر الغيب بأن يكون هادئا رفيقا بك، وابتعد عن كل سبب يؤدي إلى اغصابه.

- أما عدم إعطائك ما تحتاجه من مصاريف للجامعة فالنصيحة في هذا فيها تفصيل قد يكون الوالدان ليس لديهما المال الكافي الذي تطلبه، وقد يعطونك ولكن أنت تطلب أكثر، وهم يرفضان إعطائك زيادة عن حاجتك، وقد يكون ذلك منهما عقوبة لك على تقصيرك معهم، أنا أريد ان تفكر في الأمر مليئا، ولا تنتظر مني أن أقول الخطأ منك أو منهم، فأنا لم أسمتع لهما حتى أحكم، ولهذا أحب أن أشير عليك أن تطلب مصروف الجامعة من الوالدين برفق ولين، فإن منعا عنك المصروف فاصبر وإياك أن ترد عليهما بأي كلمة غير لائقة مع الوالدين، بل لا تظهر التضجر والغضب، بل ابتسم وقل جزاكم الله خيرا على ما تبذلان معي، وأنا سأدبر الأمر -إن شاء الله-، ثم أظهر في وقت آخر أنك ستبحث عن عمل في المساء؛ من أجل توفير المصاريف، وفعلا ابحث عن عمل، فإذا وجدت فإنك ستستغني به عن حاجتك إلى الوالدين، وبهذا تحل المشكلة -إن شاء الله-.

- لا تقل كلمة "الوضع بقي صعبا" بل عليك أن تتفاءل وتدعو لنفسك وللوالدين بكل خير، واصبر على ما يجري لك، وابحث عن حل لما أنت فيه ولكن كن بارا بوالديك في كل حال.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً