الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انطوائية الأطفال

السؤال

مشكلتي في ابنتي التي تبلغ من العمر أربعة أعوام، وهي أنها غير اجتماعية، فهي لا تندمج مع الأطفال من سنها، ودائماً تعيش في حالة خوف من المحيطين، فهي مثلاً تشعر بالخوف بمجرد أن يمر من أمامها أحد الأطفال، وهي عنيدة لا تسمع ما يقال لها، هادئة، وسؤالي هو كيف أساعدها في الاندماج مع الآخرين؟

مع العلم أنها سوف تدخل الروضة في بداية العام الدراسي القادم، وكيف أساعدها في بناء شخصية قوية واثقة من نفسها؟
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ MN حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله العظيم أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يلهمنا السداد والرشاد، وأن ينفع بطفلتك هذه البلاد والعباد.

فإن الطفل يكتسب كثيراً من المهارات من خلال اللعب والشجار وتحطيم الأشياء، وممارسة حرية الحركة، فإذا حرم من هذه الأشياء كانت النتائج عكسية مثل العناد والانطوائية، أو الهدوء المؤقت الذي يسبق العاصفة.

ولا شك أن الأفضل لأطفالنا أن يلعبوا ويركضوا ويتشاجروا في المنزل أمام أعيننا بدلاً من نقل المعركة إلى الخارج، ولكن لا داعي للقلق فإن الطفلة لا تزال صغيرة وننصحك بما يلي:

(1) إعطائها جرعات كبيرة من العطف والاهتمام والتشجيع.

(2) منحها حرية اللعب دون خوف على بساط المنزل أو الجدران، وتشجيعها على الاعتماد على نفسها في الأكل مثلاً؛ حتى لو تلطخت ثيابها أو مكانها.

(3) إخراجها من المنزل وتركها تتحرك في مكان واسع مع عدم التسلط على حركتها، بل وإظهار التغافل عنها أحياناً، وتشجيعها على الانطلاق والاكتشاف.

(4) عدم الشفقة عليها أكثر من اللازم، فبعض الأمهات لا تترك طفلتها تبتعد من أمامها؛ فإن ذهبت إلى حجرة أخرى تحركت تبحث عنها، وهذا خطأ، والصواب أن نراقب الطفل دون أن يشعر بنا، وذلك في توازن معقول؛ وحيث توجد مخاطر فعلية فقط.

(5) زيارة منازل فيها أطفال من سنها وتركها معهم دون أن نلح في طلبنا لها بالمشاركة في اللعب، ويفضل أن يكون هؤلاء الأطفال فيهم من ستكون زميلة لها في الروضة؛ فإن ذلك يذهب وحشتها.

(6) تعمد ترك الطفلة مع أبيها أو أحد أقاربها في بعض الأحيان، وعزلها تدريجياً عن النوم مع والدتها.

(7) عدم مقارنتها بأطفال آخرين، وعدم الشكوى من حالتها في أثناء وجودها.

(8) عدم القسوة في معاقبتها أو الصراخ في وجهها مع ضرورة تجنب التوبيخ.

(9) إبعادها عن مشاهدة أفلام العنف.

(10) عدم السخرية من الطفلة، خاصة عندما تخطئ.

(11) تجنب المشاكل في وجودها وتوفير الجو الهادئ المليء بالحب والاحترام، والتفاهم مع الزوج على ذلك.

(12) عدم القسوة في عقوبتها أو عقوبة آخرين إذا كانت موجودة.

(13) عدم إشعار الطفل بالخلل الجسماني إذا كان فيه ذلك، وعدم تعييرها أمام الناس.

(14) تهيئة بيئة خالية من الاضطراب والعاهات النفسية، وغرس الثقة في نفسها.

(15) العدل بينها وبين إخوتها في المنزل إن كان لها أشقاء.

(16) نسيان أخطائها السابقة مع ضرورة الثناء على محاولاتها، والإكثار من المسح على رأسها وأعلى ظهرها مع النطق بكلمات تدل على الحب والافتخار والتشجيع.

ومن واجبنا أن نهيئ هذه الطفلة لليوم الأول ونُؤَمِّن خوفها بوجودنا معها وحرصنا على المجيء لها في الوقت المناسب، مع ضرورة الدعاء لها والمسح على رأسها وعلى ظهرها، فإن المسح على الرأس إظهار للشفقة والحنان، ووضع اليد في أعلى الظهر يدل على التشجيع والافتخار بها، مع ضرورة تيسير أمر قضاء الحاجة وتوفير الطعام المناسب، على أن يكون صحياً وقليلا في كميته، وشراء ملابس يسهل عليها التعامل معها.

وسوف تتغير هذه الطفلة مع كل يوم تقضيه في الروضة؛ خاصة إذا استطعت التفاهم مع المعلمات من أجل تقدير حالتها وغرس حب الدراسة في نفسها، وأرجو أن تتذكري أن طاعتنا لله وكثرة اللجوء إليه يصلح أطفالنا وأحوالنا.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات