الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكنني أخذ دواء زولفت (لوسترال) 200mg دفعة واحدة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ذهبت إلى طبيب نفساني لعلاج الفوبيا والهلع، ووصف لي زولفت 100mg لتناولها مدة شهرين في الفترة الصباحية بعد وجبة الافطار، ومن بعدها أخذت زولفت بجرعة 150mg لمدة شهر واحد.

السؤال: لزيادة الجرعة إلى 200mg هل يمكن أخذ هذه الجرعة دفعة واحدة؟ أم يجب أن يكون على فترتين صباحية ومسائية؟ وكم مدة العلاج الذي تنصحون به؟ وكذلك كيفية عملية تخفيف الجرعة بعد عدة أشهر، وذلك عند الانتهاء من فترة العلاج؟

ودمتم في رعاية الله وحفظه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ قاسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

المُحددات الرئيسية لكيفية تناول الدواء – أي عدد الجرعات وكمية الجرعة – يعتمد على ما يُسمَّى بالعمر النصفي للدواء، حيث إن الدواء يبقى لساعاتٍ مُعيَّنة في جسم الإنسان، وبعض الأدوية لديها مفعول بطيء ومستمر، وبعض الأدوية ليس لديها هذه الخاصّية، وبعض الأدوية لديها إفرازات ثانوية ممَّا يجعل الجرعة المطلوبة ليست متقاربة.

في حالة الزولفت – والذي يُسمَّى علميًا سيرترالين – الإنسان يحتاج أن يتناول جرعة واحدة كل أربع وعشرين ساعة، لأن ذلك يتماشى مع العمر النصفي لهذا الدواء، وحين تتم عمليات استقلاب الدواء وتمثيله أيضيًّا في الكبد سوف نضمن أثره وتواجده في دم الإنسان لفترة لا تقل عن ثلاثين ساعة في اليوم، وهذا يعني أنه ليس هنالك حاجة لتناول الدواء أكثر من مرة في اليوم.

هذا يقودنا على أن جرعة المائتي مليجرام من الزولفت يمكن أن يتناولها الإنسان مرة واحدة كجرعة علاجية، لكن – يا أخي – الآثار الجانبية للأدوية قد تتكاثر وتظهر بصورة أكثر حِدة إذا كانت الجرعة كبيرة نسبيًّا. اللسترال بصفة عامة آثاره الجانبية قليلة جدًّا، لكن حين يتم تناوله بجرعة مائتي مليجرام مرة واحدة ربما تظهر بعض الآثار الجانبية، مثل الشعور باليقظة الشديدة – كما يحدث لبعض الناس – أو الشعور بالاسترخاء عند بعض الناس، أو ربما دوخة بسيطة جدًّا يحس بها الإنسان.

أخي الكريم: جرعة مثل هذه يفضّل أن تقسّم إلى جرعتين في اليوم، تتناول الجرعة الأولى صباحًا مثلاً، والجرعة الثانية مع المغرب، أي يكون الفارق الزمني بين الجرعتين حوالي 12 ساعة، هذا – يا أخي – أفضل وأحسن لنضمن تمامًا أنه لن تحدث لك أي آثارٍ جانبية.

أمَّا بالنسبة لمدة العلاج: فهذه تتفاوت من إنسانٍ إلى آخر، نحن نقول بصورة عامّة أن الإنسان يجب أن يتناول الدواء بنفس جرعته العلاجية لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، بعد أن يشعر أنه في حالة تحسُّن تام، يعني: الإنسان تكون أعراضه قد اختفت وتحسَّن تحسُّنًا ملحوظًا، ويحس الإنسان أنه أصبح فعّالاً وأن صحته النفسية قد أصبحت إيجابية، يستمر على الدواء ثلاثة أشهر بعد أن يحس بهذا الشعور، وبعد ذلك ينتقل للمرحلة الوقائية، والمرحلة الوقائية يعني أن تتناول الدواء بنصف الجرعة التي كنت تتناوله بها كجرعة علاجية، يعني في حالتك بعد انقضاء الثلاثة أشهر وأنت في حالة تحسّن تام انتقل لجرعة مائة مليجرام، وبعد ذلك يتفاوت الأمر: هل نحن نعالج الاكتئاب؟ هل نحن نعالج المخاوف؟ هل نعالج الوساوس؟

بصفة عامة: أعتقد أنك يمكن أن تظل على المائة مليجرام لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تجعلها خمسين مليجرامًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء. هذه هي الطريقة الأحوط والأفضل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً