الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصابتني نوبة هلع فأصبحت قلقًا وأخاف من الموت!

السؤال

السلام عليكم.

جئت لموقعكم الكريم لما فيه من استشارات نفسية قديمة، ولثقتي بكم أن تساعدوني -إن شاء الله-.

أنا مشكلتي بدأت معي قبل سنتين، كنت قبلها طبيعيًا، متفائلًا، اجتماعيًا، شغوفًا بالحياة، يوم من الأيام أحسست بشعور غريب، وتساؤل: من أنا؟ ولماذا وجدت؟

أصبحت أفكر يوما تلو يوم إلى أن طردت هذه الأفكار -ولله الحمد-، وأصبت بعدها باكتئاب فقط، ولم أذهب إلى أي طبيب نفسي لخوفي من نظرة المجتمع لي، وأعراض الأدوية النفسية، ولكني تعايشت مع المرض.

كنت أذهب إلى أصدقائي وأشعر ببعض التحسن والميل إلى الانطوائية في بعض الأحيان إلى أن تحسنت حالتي بشكل خفيف، وبعد المرض بسنة كنت أقود سيارتي متجها للبيت، أصابني قلق أنه سيغمى علي أو أنني سأموت! بدأت ضربات قلبي تزداد، وأحسست أنه سيغمى علي، ولكن سرعان ما هدأت وذهبت عني، لاحقا تبين لي أنها نوبة هلع، لم تأتني مرة أخرى -ولله الحمد- لمدة سنة، ولكن بدأت أخاف من قيادة السيارة لمسافات بعيدة، وأصبحت قلق، وأخاف الموت، وبدأت أشعر أنني غريب على نفسي وأراقب تصرفاتي، لكن مجرد طردي للفكرة أشعر بالارتياح، وتارة تعود هذه الأفكار بشكل لحظي وتذهب.

بدأت تعود نوبات الهلع، والخوف بأني سأجن بشكل متكرر مرة بالأسبوع أو مرتين، منذ 5 أشهر إلى الآن أصبت باكتئاب شديد، وعدم التلذذ بأي شيء، حتى بهواياتي السابقة، علمًا أن والدتي وجدتي من أمي لهم تاريخ مرضي نفسي.

هل أنا مصاب بالفصام؟ علمًا بأنه لا يوجد لدي هلاوس، ومدرك لما يحدث لي من أعراض.

خوفي الوحيد هو أن أفقد عقلي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت لست مصابًا بالفصام، بل مصاب باضطراب الهلع مع اكتئاب نفسي، ويكفي لتشخيص اضطراب الهلع أن تحدث نوبة هلع واحدة وبعدها يكون لدى الشخص هاجس من أن تحدث مرة أخرى، والهاجس – أخي الكريم – الآن يتمثل عندك في الخوف من قيادة السيارة لمسافة بعيدة، لكي لا تحدث لك نوبة الهلع مرة أخرى وأنت في السيارة، وهذا وحده يكفي لتشخيص اضطراب الهلع، ومعروف أن أشخاصًا كثيرين يُصابون باضطراب الهلع ولا يتعالجون تأتيهم أعراض اكتئاب نفسي، وهذا ما حصل معك – أخي الكريم -.

لستَ مُصابًا بفصام، وهذه ليست أعراض فصام على الإطلاق، بل أنت مُصاب باضطراب الهلع مع اكتئاب نفسي، وعلاجك – أخي الكريم – بأدوية المضادات الاكتئاب من فصيلة الـ SSRIS. عليك بمراجعة طبيب نفسي لصرف هذه الأدوية، وإعطائك الدواء المناسب بالجرعة المناسبة، ومن ثم متابعة حالتك.

وللفائدة راجع علاج الخوف من الموت سلوكيا: (261797 - 272262 - 263284 - 278081).

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً