الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رأيت فيديو عن الذبح فأصبت باضطراب النوم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

وقعت منذ أيام جريمة قتل سائحتين أجنبيتين على يد 3 أشخاص يقال أنهم ينتمون لمجوعة إرهابية، بعدها انتشر فيديو يوثق لعملية ذبح بشعة لإحدى تلك الأجنبيتين.

شاهت بداية المقطع فقط ولم أستطع إكماله، ومنذ ثلاثة أيام وإلى الآن أعاني من اضطراب كبير في النوم، كلما أردت الخلود إلى النوم تعاودني صورة ذلك المقطع في مخيلتي، حاولت إشغال نفسي بالتلفاز والقراءة وغيرها، لكن عندما أخلد للنوم تعاودني تلك المقاطع من جديد.

ساعدوني من فضلكم، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ chamseddine حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم قرأتُ وسمعتُ بتلك الجريمة البشعة، وقطعًا مَن اقترفها فهو آثم.

أيها الفاضل الكريم: تحمّل الناس لهذه المناظر البشعة يتفاوت من إنسانٍ إلى إنسان، وتفاعلك مع هذا الذي شاهدته بهذه الكيفية وظهور الأرق والتوتر عليك نتيجة لما شهدتّ هو تفاعل إنساني، هذا ليس مرضًا، قلبك طيب، ولا تقبل أبدًا مثل هذه البشاعات، وأنا أعتقد أن الذي أثّر عليك ليس فقط منظر الذبح القبيح هذا، لكن الجريمة في حدِّ ذاتها وكلّ ما تعلّق بها، وكم أساء هؤلاء للإسلام، أعتقد أن هذا هو الذي يدور في مخيلتك على مستوى العقل الباطني، وهو الذي سبَّب لك هذا الأرق.

وأنت - يا أخي، وكما أشرتَ في استشارتك السابقة - ألاحظ أنه أصلاً لديك سرعة في الانفعالات الوجدانية، فأنت فيما مضى تأثّرت جدًّا بعد وفاة والدتك، وهذا التأثّر -إن شاء الله- هو رحمة في القلوب. أنا حقيقة أريدك أن ترجع إلى الاستشارة السابقة والتي رقمها 2284188 وتُراجع وُناقش مع ذلك الإرشادات السابقة التي ذكرتها لك، خاصة في كيفية تدريب نفسك على التواؤم والتكيّف مع الظروف الاجتماعية، وكذلك تطوير مهاراتك الاجتماعية.

فيما يخص هذا الحدث - أيها الفاضل الكريم -: هذا تفاعل إنساني كما ذكرتُ لك، وقم بوقف استعادة المنظر في مخيلتك؛ لأن استمرار معاودته قد يؤدي إلى ما يُعرف بـ (عُصاب ما بعد الصدمة)، قل لنفسك: (هذا حدث بشع) واسأل الله تعالى أن يحفظك من كل مكروه، وهذا - أخي الكريم - أي هذا الحدث، يجب أن تعزيه إلى السلوك السيء والقبيح للإنسان، وبعض الناس لديهم نواة صلبة من الشرور والآثام، وأنت -الحمد لله- لست منهم، وفي ذات الوقت هنالك الطيبين والخيرين.

فإذًا - يا أخي - هذا فعل إنساني بشع، وعليك أن تتذكر قصة ابنيْ آدم، أيضًا فيها عظة عظيمة حول السلوك الإنساني، وكيف أن الإنسان يمكن أن يكون مُعتديًا وجانيًا.

إذًا هي ظاهرة في حياة البشر، لا تتعامل معها بخصوصية كأن هذا الأمر قد شاهدتّه أنتَ لوحدك، شاهده آلاف الناس، ومعظمهم لم يُعره الاهتمام الكبير، أما أنت -فجزاك الله خيرًا- أعرته هذا الاهتمام، لكن يجب أن تفهم أن هذا سلوك إنساني قبيح وليس أكثر من هذا، وأرجو ألَّا تنظر لمثل هذه الفيديوهات، وعليك بأذكار النوم، احرص على أذكار النوم، عظيمة جدًّا وطيبة وتبعث الطمأنينة في الإنسان. أكثر من الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وتصدّق بشيء حتى ولو كان قليلاً. الجأ لكتاب الله فهو مُعينٌ للإنسان في مثل هذه الأحوال.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً