الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعرت بنوبة خوف وقلق مع دوار حتى خفت السقوط

السؤال

السلام عليكم

منذ فترة وأنا في العمل شعرت بنوبة خوف وقلق مع دوار، أحسست وقتها أني سأسقط، مع تسارع نبضات القلب.

عندما ذهبت إلى الطبيب عملت فحوصات واتضح أن عندي جرثومة في المعدة، وتحليل القلب قال لي: عندي تهطل في شريان القلب بنسبة 3 بالمئة، وقال لي: الأمر طبيعي لا تقلق، وصرف لي دواء كونكور 2.5 حبة واحدة في اليوم، ولكن حالتي النفسية أصبحت سيئة، وعندي اكتئاب حتى عملي تركته!

أخاف الأماكن المغلقة، حتى المسجد لم أستطع الذهاب إليه، دائماً أشعر باختناق في صدري، لكن بدون ألم، أشعر كأن دخاناً في صدري.

كان نومي جيداً لكن بعض الأحيان أنام غير مرتاح، أشعر بخفقان عند النوم أو أشعر أن روحي تنقبض.

اقترحت على الطبيب دواء سبراليكس، وقال لي: لا بأس إنه دواء جيد، وكل يوم آخذ حبة واحدة ليلاً 10 mg، لكن الأعراض عندي لم تزل، فما زلت أشعر باختناق والخوف من الأماكن المزدحمة حتى أني أخاف الخروج وحدي، وحتى بعض الأحيان عندما أنام أشعر أن النبضات غير مستقرة، وأشعر أن روحي تنقبض مع أني كل يوم ملتزم بصلاة الليل، الوتر مع قراءة القرآن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ wisam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالذي حصل في العمل في المرة الأولى هي نوبة هلع واضحة، ولا أعرف إذا تكررت مرة أخرى أم ماذا؟ ولكنها نوبة هلع واضحة، واضطراب الهلع يُشخَّص بوجود نوبة هلع واضحة، وبعدها يكون هناك خوف من حدوثها مرة أخرى، ويمتد الخوف لأكثر من شهر، فهنا تُشخَّص بأنك عندك اضطراب الهلع.

الشيء الآخر: أيضًا عندك أعراض قلق وتوتر واضحة، واضطراب الهلع والقلق والتوتر قد تأتي بعده أعراض اكتئابية، وهذا ما حصل معك، أخي الكريم.

أما موضوع جرثومة المعدة وهذه الأشياء: فجرثومة المعدة - أخي الكريم - قد تكون عند كثير من الناس الأصحاء، فالمهم الأعراض، يُشخَّص المرض بوجود أعراض معينة، هذه الأعراض التي عندك هي أعراض قلق وتوتر واضطراب هلع، والآن ظهرتْ عندك مشكلة الخوف من الأماكن المغلقة أو المزدحمة، ممَّا أثّر على أدائك للصلاة وعلى العمل، وهنا طبعًا يتطلب الموضوع تدخلاً علاجيًّا، إذا وصل المرض النفسي بمشاكل في العمل والحياة الاجتماعية والحياة العائلية فهنا يتطلب التدخل العلاجي.

السبرالكس - أخي الكريم - فعّال في اضطرابات الهلع والقلق، واضطرابات القلق، ولكنه ليس بهذه الفعالية في الرهاب، رهاب الأماكن المغلقة وحتى رهاب الساحة، لذلك قد يُفضّل أن تُجرِّب دواءً آخر مثل الزيروكسات، ولكن الأهم من هذا كله العلاج السلوكي، اضطراب أو رهاب الأماكن المغلقة - أخي الكريم - يحتاج لعلاج سلوكي معرفي، تحتاج لعدة جلسات من معالِج نفسي متمكّن بهذه الجلسات السلوكية المتدرِّجة المنضبطة، وإن شاء الله تعالى يُساعدك على التخلص من هذا الخوف حتى تعود إلى حياتك الطبيعية وإلى عملك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً