الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأتيني أفكار ووساوس تخوفني من الدفاع عن النفس.. كيف أستعيد ثقتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أنا مصاب بوسواس قهري شفيت من جزء كبير منه -والحمد لله- لكن مصيبة هذه الأيام هي أنه تأتيني أفكار تخوفني من الدفاع عن النفس، أتخيل ضربة رأس من أحدهم على أنفي فيكسر، هذا التخيل جعلني أشعر بالخوف (فوبيا)، كيف أتخلص من هذه الأفكار، وأستعيد ثقتي بنفسي وشجاعتي والإقدام والانطلاق مجددا في المجتمع؟ فأنا في حيرة من أمري لكي أشفى تماما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب، الوساوس القهرية الفكرية مكوناتها الأساسية قد تكون جنسية أو ذات طابع ديني، أو ذات طابع فيه شيء من العنف، والمكون الأخير هو نوعية الوسواس الذي تعاني منه، بفضل من الله تعالى صاحب الوساوس لا يتبعها ولا يحققها ويؤمن بسخفها، لكنها قطعاً متسلطة عليه.

فيا أيها الفاضل الكريم: لن يحدث لك أي شيء مما تتخوف منه، وهذا يجب أن يدعوك إلى تحقير هذه الأفكار وتجاهلها، وهذا هو مبدأ العلاج الرئيسي، الوسواس يبدأ في شكل خاطرة، ثم إذا تمادى الإنسان معه يتحول إلى فكرة وإذا أكثر الإنسان من حوار الفكرة سوف تثبت وتتحول إلى صورة ذهنية، وهذا هو الخطأ الذي يقع فيه كثير من الناس، لذا نقول أن الفكرة الوسواسية حين تبدأ في شكل خاطرة يجب أن يتم تحقيرها وتجاهلها، ويتم صرف الانتباه عنها تماماً؛ وأن لا يدخل الإنسان أبداً في حوارها أو نقاشها، بل يخاطبها مباشرة باعتبارها فكرة قبيحة وسخيفة وأن الإنسان لن يسترسل فيها أبداً.

فيا أخي الكريم هذا هو المنهج العلاجي الصحيح، والمنهج العلاجي الثاني هو العلاج الدوائي، الوساوس تحتاج للعلاج الدوائي، خاصة الوساوس الفكرية، والسبب في الحاجة للدواء أنه توجد نظريات علمية محترمة جداً وذات ثوابت قوية، وهي أن الوسواس في جله خاصة الوسواس الفكري مرتبط ببعض الاضطرابات في كيمياء الدماغ، وهناك بعض المواد تسمى الموصلات العصبية يأتي على رأسها مادة تسمى السيرتونين، وأخرى النورأدرينالين، وثالثة تسمى الدوبامين، يعتقد أن الخلل في إفرازها خاصة السيرتونن قد يؤدي إلى هذا الاضطراب الوسواسي.

ولذا أخي الكريم الأدوية تفيد وتفيد بصورة فاعلة وممتازة، لذا أنا أقترح عليك أن تتناول أحد الأدوية المضادة للوسواس، وعقار سيرترالين، والذي يسمى زوالفت أو لسترال، وربما تجده في الجزائر تحت مسمى تجاري آخر سيكون دواء مفيداً لك.

وحتى يطمئن قلبك يمكن أن تذهب أيضاً إلى طبيب نفسي للمزيد من الشرح والاطلاع ووصف الدواء، وإن رأيت أن هنالك صعوبة في الذهاب إلى الطبيب واقتنعت بما ذكرته لك، فيمكن أن تبدأ جرعة السيرترالين بنصف حبة أي 25 مليجراما تتناولها ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة شهر، ثم تجعلها حبتين ليلاً أي 100 مليجرام، وهذه الجرعة العلاجية تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى جرعة وقائية بأن تجعل الجرعة حبة واحدة ليلاً وتستمر عليها لمدة شهرين، بعد ذلك اجعل الجرعة نصف حبة أي 25 مليجراما ليلاً لمدة أسبوعين، ثم اجعلها نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء، هذا الدواء سليم وفاعل وغير إدماني..

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً