الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندي مشكلة التفكير الزائد في الأحداث التي تحدث للناس

السؤال

السلام عليكم

عندي مشكلة التفكير الزائد في الأحداث التي تحدث للناس، فإذا سمعت خبر وفاة أي شخص، خاصة إذا كان متزوجا وعنده أطفال، أظل أفكر فيهم، وإذا كانت زوجته صغيرة، يظل التفكير فيهم يشغل بالي وكيف عيشتهم، كيف ستعيش هذه المرأة؟ وأنها ستبقى حزينة، وكيف نحن نفرح وبعض الناس لديهم حزن؟

أفكر بهم في كل لحظة، مع أني لا أعرفهم فقط أسمع عن خبرهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بحر الحياة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرى -إن شاء الله- أن في قلبك رحمة وخير كثير، وأقول لك أن هذا النمط من التفكير هو نمط وسواسي، المخاوف الوسواسية تأتي في هذه الصورة خاصة إذا كان الإنسان حيّ الضمير ويميل للعطف على الآخرين، وهي رحمة – كما ذكرتُ لك -.

أيتها الفاضلة الكريمة: يجب أن تقاومي هذا الفكر من خلال تجاهله، والخوض في أنماط جديدة من الفكر، بمعنى أن ما تحدَّثتِ عنه من شفقة ومخاوف على الآخرين، وهو واقع في الحياة، وهو موجود، وأن الله تعالى يتولي جميع عباده برحمته.

وفي ذات الوقت ربما يكون أمرًا جيدًا إذا انخرطتِ في عملٍ خيريٍّ تطوّعي، هذا سوف يُشبع الطاقات الضميرية لديك، وامسحي على رأس اليتيم، قلبك ليس فيه قسوة قطعًا، إنما فيه رحمة، لكن هذا سوف يُدعم هذه الرحمة بصورة إيجابية ويزيد الرحمة على الرحمة الموجودة، من باب: {والذين اهتدوا زادهم هدى}، و{يزداد الذين آمنوا إيمانًا}، ومن باب: {ويزدكم قوة إلى قوتكم}.

حاولي أن تشغلي نفسك من خلال حسن إدارة الوقت، هذا أمرٌ جيد، ويصرف انتباهك عن الوسوسة السلبية.

قطعًا تناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف والوساوس سوف يفيدك، وأنت لا تحتاجين للدواء لفترة طويلة ولا بجرعة كبيرة. عقار (زولفت) والذي يُسمَّى علميًا (سيرترالين) نعتبره دواء مثاليًا في مثل حالتك. الجرعة المطلوبة هي: خمسة وعشرون مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوع، والدواء يأتي في جرعة خمسون مليجرامًا، يعني تحتاجين تناول نصف حبة، وبعد انقضاء الأسبوع ارفعيها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناوله.

أنا أريد العناصر العلاجية أن تكون مكتملة في مثل هذه الحالات، فقد أعطيناك الإرشاد النفسي السابق البسيط، وهو مفيد، وكذلك تناول الدواء في ذات الوقت، هذا سيكونُ أفضلُ بالنسبة لك، وحالتك لا أعتبرها حالة مرضية، لكنها ظاهرة مهمَّةٌ، وقطعًا قد تكونُ مُقلقةً بالنسبة لك، لذا يجب أن تُعالَج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً