الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التهابات مهبلية متكررة وإجهاض متكرر، ما تفسيرها؟

السؤال

السلام عليكم.

ذهبت إلى شيخ وعرضت عليه حالتي أنني مصابة بالتهابات وجروح في عنق الرحم، ورغم استخدامي للعلاج يخف ولكن لا ينتهي، وبعد فترة تعود الالتهابات المزمنة، وأخبرني الشيخ أن هذا قد يكون عينا أو حسدا، ونصحني بالمداومة على الرقية الشرعية وأذكار الصباح والمساء، ودهن الجسم بزيت الحبة السوداء مع بعض الزيوت الأخرى.

بعد استخدامي خف ألمي وشعرت بتحسن، وخفت الالتهابات بشكل كبير، وبعد فترة شعرت بوجود التهابات واستخدمت أحد المطهرات الطبيعية كدش مهبلي وشعرت بتحسن، ومن ثم انقطعت الدورة واتضح بأنني حامل، والآن أنا أنزف ومهددة بالإجهاض، علما أنني أجهضت مرتين قبل ذهابي إلى القارئ، ورغم أنني مصابة بالفيروسات وأستخدم علاجا أثناء حملي، فهل هذا يدل على أن العين والحسد لم تزل بعد؟

كيف أعرف أنني تخلصت من العين؟ وهل العين أو الحسد هي السبب بإجهاضي؟ أنا أشك بشخصين أنهما أصاباني بالعين ولست متأكدة، فهل أطلب منهما الاغتسال لكي أغتسل من العين والحسد، رغم أنني لست متأكدة منهما؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Balqees حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

في البدء نسأل الله -عز وجل- أن يعوض صبرك، وأن يتم حملك هذا على خير.

إن حالتك -يا ابنتي- تعتبر حالة هامة، ويجب أن يتم عمل كل الاستقصاءات اللازمة لمحاولة معرفة سبب تكرر الإجهاض، وكنت أفضل لو أنك وضحت لي ما هو نوع الفيروس، أو المرض الذي تعانين منه وتتناولين له العلاج خلال هذا الحمل، وما هي التحاليل التي تم عملها لك، وهل تم عمل تصوير تلفزيوني لهذا الحمل؟ وما هي نتيجته؟ فمعرفة هذه الأمور ستساعد كثيرا في تقييم حالتك، وإفادتك بشكل أفضل -بإذن الله تعالى-.

على كل حال، إن الخطوة المهمة الآن هي عمل تصوير تلفزيوني؛ وذلك للتأكد من عمر الحمل ووجود النبض في المضغة، فإذا تمت رؤية نبض المضغة، وكان كيس الحمل طبيعيا ومنتظما؛ فهذا يدل على أن الحمل يتطور بشكل طبيعي لغاية الآن على الأقل، لكن بالطبع تبقى نسبة حدوث الإجهاض عندك -لا قدر الله- أعلى من النسبة الطبيعية، والتي هي في حدود 15٪, أما في مثل حالتك فإن النسبة هي تقريبا 35٪، بمعنى أوضح: هنالك احتمال 65٪؛ لأن يستمر الحمل عندك ويكمل بشكل طبيعي، وهنالك احتمال 35٪ لأن يحدث إجهاض -لا قدر الله-.

وما يمكن أن أنصحك به الآن هو: تناول المثبتات على شكل إبر أو تحاميل شرجية، مع التزام الراحة قدر الإمكان، والإكثار من تناول الماء والسوائل المفيدة، كما يجب تفادي العلاقة الزوجية كليا.

بعد الاطلاع على تفاصيل حالتك وما تم عمله من استقصاءات أو تحاليل، سيمكن لي إفادتك بشكل أفضل -بإذن الله تعالى-.

مع إيماننا بالرقية الشرعية، وكذلك بالعين والحسد، وأن لهما تأثيرا بإذن الله؛ إلا أن ذلك لا ينافي الأخذ بالدواء والعلاج، والذهاب للمختص من الأطباء، ومثل هذه الجروح والالتهابات يذهب لها إلى الطبيبة النسائية وليس إلى الشيخ للرقية، وبعد الأخذ بنصائح الطبيبة وإرشاداتها؛ ندعو الله تعالى أن يأذن بالشفاء.

أسأله -جل وعلا- أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما، وأن يرزقك بما تقر به عينك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً