الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمر بمشاكل نفسية متعددة ولا أريد الذهاب إلى الطبيب، ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على هذا الموقع وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.

عمري 20 عاما، مشكلتي بدأت منذ حوالي شهرين عندما استيقظت على حلم فسرته على أنني سأموت، وفي ذلك اليوم أثناء تناول الإفطار كنت وحدي فأخذت أفكر في ذلك الحلم إلى أن شعرت أنني سأموت فعلا، فبدأت أفكر في كل أنحاء البيت، وتسارعت ضربات قلبي فقلت أنه الموت، بعد ذلك اليوم بدأ الخوف والقلق والاكتئاب يسيطر علي فلا أجد أي هدف لحياتي، فأصبحت لا أنام حتى بعد تناول قرص منوم، وأشعر أني أصبحت شخصا آخرا، وعندما أنظر في المرآة أشعر أني لست أنا، وعندما أمشي في الشارع لا أشعر بنفسي.

أصبحت أشعر أنني سأجن وسأحدث نفسي، وعندما قرأت عن مرض الفصام أشعر أنني في بدايته وأني سأصاب به، فلم أعد أذهب إلى الجامعة مثل الماضي خشية أن يصدر مني أي فعل غير طبيعي.

الآن أصبحت أشعر بالخوف من الموت طوال الوقت حتى أشعر بالخوف والقلق بدون سبب، وتنتابني وساوس لأي مرض وأني سأصير مجنون أو أصاب بالفصام، فهل هذا القلق الشديد يؤدي إلى الجنون أو الفصام؟

مشكلة أخرى: أنني أتذكر مشاهد من الماضي بدون أي مقدمات، وأحلم كثيرا أثناء النوم حتى ولو نمت فترة قصيرة جدا، وأفكر كثيرا، وبعد فترة أتذكر هذه الأحلام، أو الأفكار وأشعر أنها حدثت فعلا، أرجو منكم الحل، فلا أريد الذهاب لطبيب نفسي.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Eslam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يرزقك الطمأنينة، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُقدّر لك الخير، وأن يُحقق لك في طاعته الآمال.

الذي تأكد لنا ولك أنك لم تمت، وهذا أكثر دليل على أن الذي يحدث ليس له مكان في عالم الحقيقة، فتعوذ بالله من الهم والحزن، وتعوذ بالله من شيطان همّه أن يحزن أهل الإيمان، واسأل ربك العظيم أن يُذهب عنك كيده ونفخه ونفثه، واحرص على أن تكون مع إخوانك من الصالحين، واشغل نفسك بطاعة وذكر رب العالمين، واهتمّ بدراستك وأعمالك المفيدة والهوايات النافعة، وتجنب الوحدة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، ولا تغتمَّ أو تهتمّ بما تراه في نومك، واعلم أن من يطع الله في اليقظة لن يضرّه ما يراه في النوم، كما أن معظم ما يحدث لك في النوم ما هو إلَّا انعكاس لما تنزعج منه في اليقظة.

ولا يخفى على أمثالك أن من يشعر بشيء يذهب إلى أهل الاختصاص من أطباء نفسيين أو رقاة شرعيين، وليس من الصواب أن يقرأ الإنسان ما يُكتب على النت ثم يتهم نفسه بكل مرض ويكيّه، وذلك لأن كثير ممَّا يُكتب في النت ليس بدقيق، ومعظمه أشياء عامة، كما أن الأعراض تتشابه، ولو كان هذا السبيل صحيح فلماذا توجد العيادات والمصحات والأطباء بمختلف التخصصات؟!

ومن هنا فنحن ندعوك للتوقف فورًا عن اختراع أمراض واتهام نفسك بها، ونتمنى أن تقابل طبيبا مختصا، فلا عيب في مقابلة الأطباء، بل إن الشريعة تدعونا إلى البحث عن العلاج، فما من داء إلَّا وأنزل الله له شفاء.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، مع ضرورة المحافظة على الصلوات والأذكار وقراءة الرقية الشرعية على نفسك والذهاب إلى راقٍ شرعي.

ونسأل الله لك الشفاء، ونسعد بتواصلك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً