الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حالة رهاب وهلع تمنعني من ممارسة حياتي بشكل عادي

السؤال

السلام عليكم

أعاني من حالة رهاب وهلع تمنعني من ممارسة حياتي بشكل عادي، وقد ذهبت لطبيب وأعطاني سبرالكس وسيمبالتا، وأعاني من اكتئاب شديد يمنعني من الخروج خارج المنزل بمفردي؛ لأني أشعر بقلق كبير جدا.

سؤالي: هل أعتبر آثم لتركي صلاة الجمعة؟ مع أنني حاولت أكثر من مرة، ولكن قلقي لا يوصف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ موسى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية يجب أن تعلم أن على المسلم أن يكون قوي الإيمان بالله، ولا يخاف من أمور موهومة لا يخاف الناس منها في الغالب، ولهذا فإن ما تعاني منه إنما هو حالة اكتئاب سببها إما مشكلة نفسية أو أنك مصاب بمرض العين والحسد، ولقد أحسنت في مراجعة الطبيب النفسي، وأوصيك بأخذ ما يشير عليك.

ثم عليك -أخي الكريم- أن تكثر من الرقية الشرعية من قراءة سورة البقرة كل يوم إن استطعت، وقراءة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات، وعليك المحافظة على الصلاة في وقتها، وابتعد عن كل المعاصي والذنوب.

وأما مسألة تركك لصلاة الجمعة، فإن كان المرض قد منعك من شهود الصلاة بسبب الخوف، فلا إثم عليك إن شاء الله، وأما إذا كان الأمر ليس كذلك فتب إلى الله تعالى، واعمل على رضاه.

وأخيرا أوصيك بالاستعاذة من شر الشيطان، ومن الأفضل أن تحافظ على هذا الذكر صباحا ومساء، فعن أبي مالك قال: قالوا: يا رسول الله، حدثنا بكلمة نقولها إذا أصبحنا وأمسينا واضطجعنا، فأمرهم أن يقولوا: "اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت رب كل شيء، والملائكة يشهدون أنك لا إله إلا أنت، فإنا نعوذ بك من شر أنفسنا، ومن شر الشيطان الرجيم وشركه، وأن نقترف سوءا على أنفسنا أو نجره إلى مسلم" رواه أبو داود، كما أن عليك عندما تريد أن تخرج أن تقول: ما جاء عن أنس بن مالك، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا خرج الرجل من بيته فقال: باسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله" قال: يقال حينئذ: هديت وكفيت ووقيت. فتنحي له الشياطين، فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفى ووقي؟" رواه أبو داود، وأكثر من قول حسبنا الله ونعم الوكيل، -وبإذن الله- يذهب عنك هذا الخوف.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً