الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اكتئاب حاد وأفكر في الانتحار

السؤال

السلام عليكم.

عمري 31 سنة، أعاني من اكتئاب شديد بعد الولادة بأربعة شهور، ولكني لم أعلم أن ما أعانيه اكتئاباً، كنت أحس بصداع وألم في المعدة وإسهال، أجريت الكثير من الفحوصات الطبية، وكلها سليمة، عندما أصاب بالتعرق والألم والرجفة في الجسم أخاف من الموت، ودائماً أفكر في الموت إلى أن وصل بي الأمر إلى الأرق وقلة النوم والتفكير في الانتحار.

أهملت نفسي ونظافتي وبيتي وزوجي وأطفالي، أشعر أنهم لا يمتّون لي بصلة، أشعر بغرابة عن المجتمع، كرهت كل شيء، لا أستمتع بالحياة، وأخاف من الأكل مع ضعف في الشهية، وأحس أني دوماً في حلم وليس حقيقة، دائمة البكاء وألوم نفسي على كل شيء يحصل، شعور غريب ومخيف في نفس الوقت، تبدلت حياتي بشكل غير متوقع، بعدما كنت حيوية، أصابتني الكآبة والحزن والملل والبكاء بدون سبب، أنا تائهة جداً.

ذهبت لطبيب نفسي، وصرف لي سيبرابيكس 10 مجم حبتين في اليوم، وأولانزابين 5 مجم، استخدمتها لمدة شهر، وتحسنت حالتي قليلا، وخفض لي جرعة أولانزابين إلى 2.5 مجم مع بقاء السيبراليكس لمدة شهر آخر، أصبح وضعي متذبذبا، أحيانا أشعر بتحسن وأغلب الوقت لا.

كتب الله لي الحمل، وأوقف عني الأولانزابين، واستمررت على السيبراليكس، ولكن المفاجأة أن وضعي تبدل جداً، وأصبحت لا أطيق الحياة ولا أطفالي ولا أي شيء، ودائماً تفكيري في الانتحار، وأقدمت عليه وفشلت، وحاولت أن أسقط الحمل ولكن بدون جدوى.

أرجوكم ساعدوني وضعي حرج جداً، أعيش بصعوبة بالغة، حياتي بلا معنى، الليل مثل النهار، لا شيء مبهج، مع العلم أنا في بداية الشهر الرابع من الحمل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mayadah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طالما عرفت أنك تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة فقبل أن ندلف إلى العلاج، فالنصيحة هي دائمًا أن يكون هناك دائمًا فترة كافية بين كل حمل وحمل، أي بعد الولادة يجب على الأقل أن لا تحملي قبل ثلاث سنوات، لأن هناك احتمال أن يتكرر الاكتئاب بعد كل ولادة، ولذلك يجب أن يكون هنالك تنسيق وتنظيم للحمل، هذا شيء مهم.

أمَّا بخصوص العلاج فطبعًا هناك علاجات آمنة في أثناء الحمل، وهناك علاجات يجب الحذر من تناولها أثناء الحمل.

من الأدوية الآمنة أثناء الحمل – أختي الكريمة – الـ (أولانزبين) والمشكلة دائمًا في الثلاثة أشهر الأولى، فطالما انتهت الآن هذه الفترة (ثلاثة أشهر الأولى للحمل)، وطالما وجدتِّ أن التحسُّن على الأولانزبين أفضل فيمكنك معاودة الجرعة.

ومن أدوية مضادات الاكتئاب التي تكون آمنة جدًّا في الحمل هي مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، مثل الـ (إمبرامين)، الإمبرامين هو أكثر أمانًا من مجموعة الأدوية الـ SSRIS، لأنه دواء قديم، وجُرِّب لفترات طويلة، واستعملنه كثير من النساء في أثناء الحمل والولادة ولم يحصل شيء يضر بالجنين.

فأنا أقترح أن تأخذي هذه الأدوية (مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات) مع الأولانزبين، لأنها كما قلتُ أكثر أمانًا، ويجب أن يتم كل هذا تحت إشراف الطبيب النفسي، طالما أن هناك محاولات انتحارية، معنى ذلك أن الاكتئاب عندك شديد، ويجب أن يتم كل هذا تحت إشراف طبيب نفسي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً