الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعالج جذريا من الأرق وقلة النوم دون رجوع؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذا الصرح، وجعله في ميزان حسناتكم.

أعاني من الأرق وقلة النوم منذ سنة، حيث أستيقظ بشكل مبكر جدا، فإذا نمت الساعة 11 أستيقظ الساعة 2 ليلا ولا أستطيع النوم مجددا، وقمت بمحاولات كثيرة من تمارين استرخاء وأطعمة وأعشاب، ولكن دون جدوى.

راجعت الطبيب، وتبين أنه بسبب القلق، علما أني لا أشعر بالقلق ولا الاكتئاب، ووصف لي التربتيزول 10 ملغ، والكلونزيبام عيار واحد غرام نصف حبة لمدة سنة، لكني لم أتحسن في الأسبوع الأول، وبعدها تحسن النوم قليلا، ثم انتكست من جديد، فأخبرت الطبيب، فطلب مني تناول حبتين من التربتيزول بدل الحبة، فتحسن النوم لمدة أيام، ثم انتكست الحالة مرة أخرى.

أرشدوني -جزاكم الله خيرا- هل أستمر على التربتيزول والكلونزبام أم أرفع الجرعة أم أبدل الأدوية؟ علما أني أصبت بالصرع مرة واحدة في العشرينات من العمر، ولم أتعالج منه، حيث اختفى من نفسه، وأيضا في نفس الفترة أصبت بحالة انفصال عن الواقع لمدة شهرين، ثم تعافيت منها بدون أدوية، ولم أراجع الأطباء إلا الآن، لأن الأرق وقلة النوم أصبح يؤثر على حياتي سلبيا.

أعتذر عن الإطالة، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

دائمًا اضطراب النوم أو الأرق يأتي لسبب ما، إذ دائمًا لا بد من البحث عن سبب عدم انتظام النوم أو الأرق ومعالجته، لأنه دائمًا بمعالجة السبب يتحسّن النوم، وطبعًا من أسباب الأرق واضطراب النوم: مشاكل الحياة المختلفة، أو قد يكون اضطرابًا نفسيًّا مثل القلق والتوتر، وهذا ما ذكره لك الطبيب.

والقلق – أخي الكريم – ليس بالضرورة أن تحس وتشعر به – أو الخوف – قد يأتي بشكل أعراض أخرى يعرفها الطبيب النفسي، ودائمًا الإنسان القلق لا يحس بالقلق نفسه ولكن يحس بعدم ارتياح في كثير من الأحيان.

الشيء الآخر: الذي يدعم تشخيص هذا الطبيب أنك عانيت من الغربة عن الذات في وقت من الأوقات، والغربة عن الذات هي من أعراض القلق النفسي.

قبل أن أتكلم عن الأدوية التي يجب استعمالها: أيضًا حدوث نوبة صرع ولو كانت واحدة يلزم منك مقابلة طبيبًا للمخ والأعصاب، حتى يُجري لك تخطيطًا للدماغ، لمعرفة إذا كنت تحتاج لعلاج أم لا، هناك بعض الأطباء الآن يقولون: حتى ولو حصلت نوبة صرعية واحدة يجب على الشخص أن يتلقى مضادات للصرع، ويجب أن يتم هذا تحت إشراف استشاري المخ والأعصاب.

أما بخصوص العلاج الآن: الكلونازبام – أخي الكريم – يُسبِّب الإدمان، ولذلك أنا لا أنصح بالاستمرار عليه لهذه الفترة الطويلة، يجب أن يستعمل لأسبوعين إلى شهرٍ بالأكثر، وبعد ذلك يتم التوقف منه.

التربتزول: طالما بدأ يفقد مفعوله فالآن الميرتازبين – أو الريمارون – قد يكون أفضل من التربتزول لعلاج القلق والتوتر، فلذلك – نعم – نصيحتي لك أن تطلب من الطبيب أن يُغيّر لك العلاج، طالما بدأ التربتزول يفقد مفعوله، وأن تتشاور معه في هل تحتاج إلى أن تقابل طبيب مخ وأعصاب بخصوص النوبة الصرعية أم لا؟

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً